responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 166

و من قاصف تميز لكم، و عن في قوله و عن قليل بمعنى بعد على حدّ قوله:

عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ‌.

المعنى‌

اعلم أنّ هذه الخطبة الشريفة من الخطب التي تشتمل على ذكر الملاحم‌ و الوقايع العظيمة التي اتفقت بعده 7 أخبر فيها عمّا يكون قبل كونه، و افتتحها بأوصاف العظمة و الكمال للّه المتعال فقال‌ (الأوّل قبل كلّ أوّل و الآخر بعد كلّ آخر) قد مضى تحقيق الكلام مستقصى في أوّليته و آخريّته سبحانه و أنّه لا شي‌ء قبله و بعده في شرح الخطبة الرابعة و السّتين و الرابعة و الثمانين و الخطبة التسعين.

و أقول هنا إنّ قوله‌ الأوّل قبل كلّ أوّل‌، اخبار عن قدمه، و قوله‌ و الآخر بعد كلّ آخر، اخبار عن استحالة عدمه، يعني أنه تعالى قديم أزلي و دائم أبدي و هو أوّل الأوائل و آخر الأواخر، فلو فرض وجود شي‌ء قبله لزم بطلان قدمه، و لو فرض وجود شي‌ء بعده لزم جواز عدمه، و كلاهما محال لتنافيهما لوجوب الوجود و لا بأس بتحقيق الكلام في قدمه تعالى فنقول: إنّ القديم على ما حقّقه بعض المتألّهين له معنيان بل معان ثلاثة:

أحدها القديم الزّماني، و هو أن لا يكون للزّمان و وجوده ابتداء و اللّه سبحانه لا يتّصف بالقدم بهذا المعنى، لأنه تعالى برى‌ء عن مقارنة الزّمان و التغيّر و التقدّر بالمقدار، سواء كان مقدارا قارّا كالجسم و الخطّ، أو غير قار كالزّمان.

و الثاني القديم الذاتي، و هو أن لا يكون ذاته من حيث ذاته مفتقرا إلى غيره حتّى يكون متأخّرا عنه بالذّات، و لا أن يكون معه شي‌ء آخر معيّة بالذات حتّى يتأخّرا جميعا عن شي‌ء ثالث تأخّرا بالذّات، فانّ المعية الذاتية بين شيئين هو أن لا يمكن انفكاك أحدهما نظرا إلى ذاته عن صاحبه، و هذا المعنى يستلزم أن يكون كلاهما معلولى علّة واحدة، فانّ الذّاتين إذا لم يكن بينهما علاقة ذاتية

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 7  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست