و هو الذي يجمع الحطب و (حيارى) بفتح
الحاء و ضمّها جمع حاير من حار يحار حيرا و حيرة و حيرانا نظر إلى الشيء فغشي
عليه و لم يهتد لسبيله فهو حيران و حاير و هم حيارى.
الاعراب
الواو في
قوله 7: و الناس آه حالية، و في حيرة خبر بعد خبر أو متعلّق بضلال، و
وصف الجاهلية بالجهلاء للتوكيد من قبيل ليل أليل و وتدواتد و داهية دهيا و قوله:
حيارى حال من مفعول استخفتهم، و قوله: في زلزال من الأمر حال مؤكدة من فاعل حيارى
على حدّ قوله: فتبسّم ضاحكا.
المعنى
اعلم أنّ
المقصود بهذا الفصل تقرير فضيلة النبيّ 6 و التنبيه
على فوائد بعثته، و قد مضى بعض القول في ذلك المعنى في شرح الفصل السادس عشر من
فصول الخطبة الاولى و في شرح الفصل الأوّل من فصول الخطبة السادسة و العشرين، و
نقول هنا: قوله 7.
(بعثه و
النّاس ضلال في حيرة) أراد به أنه تعالى بعثه 6 حال
كون الناس ضالّين عن طريق الحقّ في حيرة من أمر الدّين استعاره (و خابطون
في فتنة) أى كانت حركاتهم على غير نظام و كانوا في فتنة و ضلال، و أما على
رواية حاطبون فهو استعارة و المراد أنهم جامعون في ضلالهم و فتنتهم بين الغثّ و
السمين مأخوذا من قولهم في المثل: فلان حاطب ليل أى يجمع بين الحقّ و الباطل و
الصّواب و الخطاء، و أصله أنّ الحاطب كذلك يجمع في حبله ما لا يبصر.
(قد
استهوتهم الأهواء) أى جذبتهم الأهواء الباطلة و الآراء العاطلة إلى مهاوى الهلاك إو
إلى أنفسها (و استزلّتهم الكبرياء) أى قادهم التكبّر و التجبّر إلى
الخطاء و الخطل و الهفوة و الزلل (و استخفّتهم الجاهلية الجهلاء) أى جعلتهم
حالة الجاهلية أخفّاء العقول سفهاء الحلوم حالكونهم (حيارى) أى حائرين
تائهين مغمورين (في زلزال) و اضطراب (من الأمر) لا يهتدون
إلى وجوه مصالحهم