واضحة، و المنار منصوبة، فأين يتاه
بكم، بل كيف تعمهون، و بينكم عترة نبيّكم، و هم أزمّة الحقّ، و أعلام الدّين، و
ألسنة الصّدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، و ردوهم ورود الهيم العطاش، أيّها
النّاس خذوها عن خاتم النّبيّين 6 إنّه يموت من مات
منّا و ليس بميّت، و يبلى من بلى منّا و ليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون، فإنّ
أكثر الحقّ فيما تنكرون، و أعذروا من لا حجّة لكم عليه، و أنا هو، ألم أعمل فيكم
بالثّقل الأكبر، و أترك فيكم الثّقل الأصغر، و ركزت فيكم راية الإيمان، و وقّفتكم
على حدود الحلال و الحرام، و ألبستكم العافية من عدلي، و فرشتكم المعروف من قولي و
فعلي، و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي، فلا تستعملوا الرّأي فيما لا يدرك قعره
البصر، و لا يتغلغل إليه الفكر.
اللغة
(أفك) افكا
كذب و افكه عنه صرفه و قلبه أو قلب رأيه و (المنار) العلم المنصوب في الطريق
ليهتدى به الضّال و الموضع المرتفع الذي يوقد في أعلاه النّار و (تاه) تيها و
تيهانا ضلّ و تحيّروتاه في الأرض ذهب متحيّرا و منه قوله تعالى:
يَتِيهُونَ
فِي الْأَرْضِ.
أى يحارون و
يضلّون و (عمه) في طغيانه عمها من باب تعب إذا تردّد متحيّرا قال سبحانه: