(و أنهى
إليكم) و أعلمكم (على لسانه) سلام اللَّه عليه و آله (محابّه
من الأعمال) الحسنة (و مكارهه) من الأفعال القبيحة (و نواهيه) الموجبة
للشّقاوة (و أوامره) المحصّلة للسعادة (فألقى إليكم
المعذرة) أى العذر في عقوبتكم يوم القيامة حتّى لا يكون لكم الحجّة عليه بل
يكون له الحجّة عليكم (و اتّخذ عليكم الحجّة) بما أنزله في كتابه
لئلا تكونوا عن آياته في غفلة (و قدّم اليكم بالوعيد و أنذركم بين يدي
عذاب شديد) أى قدّم إليكم الوعيد و خوّفكم أمام العذاب الشّديد ليكون الوعيد
قبل حلول العقاب و الانذار قبل نزول العقاب، لأنّ العقاب من دون بيان قبيح و
التأديب بعد التّكليف حسن و مليح كما قال تعالى شأنه:
وَ ما
كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا.
فأرسل سبحانه
رسله مبشّرين و منذرين و بعث رسوله بالكتاب المبين كيلا تقولوا يوم القيامة: إنّا
كنّا عن هذا غافلين (فاستدركوا بقيّة أيّامكم و أصبروا لها أنفسكم) أى تداركوا
ما أسلفتم من الذّنوب و الخطيئات فيما بقي لكم من الأوقات و احبسوا أنفسكم عليها
بتحمّل مشاقّ الطاعات.
و في الحديث
الصّبر صبران صبر على ما تكره و صبر عمّا تحبّ، فالصّبر الأوّل مقاومة النّفس
للمكاره الواردة عليها و ثباتها و عدم انفعالها، و قد يسمّى سعة الصّدر