فيا عاقلا راحلا و لبيبا جاهلا و متيقظا
غافلا ما هذه الحيرة و السبيل واضح و المشير ناصح، و الصّواب لائح، عقلت فاغفلت و
أعرفت فأنكرت، و علمت فامهلت «فاهملت ظ» هذا هو الدّاء الذي عزّ دواؤه، و المرض
الذي لا يرجى شفاؤه، إلى كم ذا التشاغل بالتّجاير و الأرباح إلى كم ذا التّهوّر
بالسّرور و الأفراح، و حتّام التّغرير بالسّلامة في مراكب النّياح، كيف تتهنّأ
بحياتك و هي مطيّتك إلى مماتك أم كيف تسيغ طعامك و أنت منتظر حمامك[1]
فبك إلهنا نستجير يا عليم يا خبير، من
نؤمل لفكاك رقابنا غيرك، و من نرجو بغفران ذنوبنا سواك، و أنت المتفضّل المنّان
القائم الدّيان العائد علينا بالاحسان بعد الاسائة منّا و العصيان، يا ذا العزّة و
السّلطان و القوّة و البرهان أجرنا من عذابك الأليم و اجعلنا من سكان دار النعيم
يا أرحم الراحمين.