لما كان صدر
هذا الفصل متضمّنا للاشارة إلى بعض الحكم و المصالح فيما جعله اللّه سبحانه
للانسان من الأعضاء و الجوارح و كان توضيح ذلك موقوفا على التشريح أحببت أن اورد
هنا شطرا يسيرا من ذلك مما صدر عن مصدر الولاية إذ تشريح جميع الأعضاء على ما
حقّقه الحكماء و الأطبّاء مما يوجب الطول و يخرج عن الغرض و فيما نورده هداية
للمسترشد و كفاية للطالب.
فأقول: روى
في البحار من العلل و الخصال عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني عن الحسن ابن عليّ
العدوي عن عباد بن صهيب بن عباد بن صهيب عن أبيه عن جدّه عن الرّبيع صاحب المنصور
قال:
حضر أبو عبد
اللّه 7 مجلس المنصور يوما و عنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل أبو
عبد اللّه 7 ينصت لقرائته، فلما فرغ الهندي قال له يا أبا عبد اللّه أ
تريد ممّا معى شيئا؟ قال 7: لا، فانّ معي ما هو خير ممّا معك قال: و ما
هو؟
قال 7:
اداوى الحارّ
بالبارد و البارد بالحارّ و الرّطب باليابس و اليابس بالرّطب، و اورد الأمر كلّه
إلى اللّه عزّ و جلّ و أستعمل ما قاله رسول اللّه 6: و اعلم
أنّ المعدة[1] بيت الداء
و الحمية هى الدواء و اعود البدن ما اعتاد، فقال الهندي: و هل الطبّ إلّا هذا.
فقال الصّادق
7: أ فتراني من كتب الطبّ أخذت؟ قال: نعم قال 7: لا و اللّه
ما أخذت إلّا عن اللّه سبحانه فأخبرني أنا أعلم بالطبّ أم أنت؟ قال الهندي:
لا بل أنا،
قال الصّادق 7: فأسألك شيئا؟ قال: سل، قال الصّادق 7:
أخبرني يا هندي لم كان في الرّأس شئون[2]
قال: لا أعلم، قال 7: فلم جعل الشّعر عليه من فوق؟ قال: لا أعلم.