responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 411

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال‌[1] دواثر[2]

خلت دورهم منهم و أقوت عراصهم‌

و ساقتهم نحو المنايا المقادر

و خلّوا عن الدّنيا و ما جمعوا لها

و ضمّنهم تحت التراب الحفاير[3]

فلكم اليوم بالقوم اعتبار، و سوف تحلّون مثلهم دار البوار، فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدّنيا و مكايدها و ما نصبت لكم من مصايدها، و تجلّى لكم من زينتها و استشرف لكم من فتنتها

و في دون ما عاينت من فجعاتها

إلى رفضها داع و بالزّهد آمر

فجدّ و لا تغفل فعيشك زائل‌

و أنت إلى دار المنيّة صائر

فهل يحرص عليها لبيب، أو يسرّ بلذّتها أريب، و هو على ثقة من فنائها و غير طامع في بقائها، أم كيف تنام عين من يخشى البيات أو تسكن نفس من يتوقّع الممات أم كيف‌ (تحتذون أمثلتهم و تركبون قدتهم و تطئون جادّتهم) تفعلون مثل أفعالهم و تقتفون آثارهم و تسلكون مسالكهم و تقولون: «إنّا وجدنا آبائنا على أمّة و إنّا على آثارهم مقتدون» (فالقلوب قاسية عن حظّها) جافية عن إدراك نصيبها الذي ينبغي لها إدراكه‌ (لاهية عن رشدها) غافلة عن طلب هدايتها (سالكة في غير مضمارها) الذي يلزم عليها سلوكه.

يعني أنّ اللّازم على القلوب تحصيل المعارف اليقينيّة و العقائد الحقّة و التفكّر في آثار الجبروت و القدرة و الاتّعاظ بالحكم و الموعظة الحسنة فهى لقسوتها و جفاوتها بكثرة الذّنوب التي اقترفتها لم يبق لها قابليّة و استعداد لادراك حظّها و نصيبها الذي ذكرناه و غفلت عن الاهتداء بالأنوار الالهية و سلكت في غير جادّة الشريعة (كأنّ المعنيّ) و المقصود بالأحكام الشّرعيّة و التّكاليف الالهيّة (سواها و كأنّ الرّشد) الّذى امرت به‌ (في إحراز دنياها).


[1] جمع بالية

[2] من الدثور و هو الدروس

[3] لعلّه جمع الحفر و هو القبر

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست