فكان في تخصيصهم بذلك مدح عظيم (لا تستزاد من صالح عملها و لا تستعتب من سيّىء زللها) أى لا يطلب منها زيادة في العمل الصّالح و لا يطلب منها التّوبة من
العمل القبيح كما كان يطلب ذلك منها في الدّنيا و ذلك لأنّ التّكليف و العمل إنّما
هو في الدّنيا و الآخرة دار الجزاء لا تكليف فيها كما قال تعالى في سورة الجاثية:
فَالْيَوْمَ
لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ.
أى لا يخرجون
من النّار و لا يطلب منهم الاعتاب و الاعتذار لما قلناه من أنّ التكليف قد زال، و
في سورة الرّوم:
فَيَوْمَئِذٍ
لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ.
و كما أنّهم
لا يطلب منهم التّوبة و المعذرة فكذلك لا ينفعهم الاعتذار و الانابة كما قال
سبحانه: