ثمّ استثنى
سبحانه أصحاب اليمين فقال: إلّا أصحاب اليمين، و هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم
قال الباقر 7: نحن و شيعتنا أصحاب اليمين، و قوله (موقنة
بغيب أنبائها) أى متيقّنة بالأخبار الغيبية التي أخبر بها الرّسل و أنبأ بها الكتب
من أخبار القيامة من البرزخ و البعث و الحساب و الكتاب و الجنّة و النّار و ساير
ما كانت غايبة عنه مختفية له حتّى رآها بحسّ العين فحصل له اليقين بعد ما كانت
منها في ريب و ظنّ، كما قال تعالى:
وَ إِذا
قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما
نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ.
قال الطبرسي
و إنّما خصّهم بالأيقان بالآخرة و إن كان الايمان بالغيب قد شملها لما كان من كفر
المشركين بها و جحدهم ايّاها في نحو ما حكى عنهم في قوله وَ قالُوا ما هِيَ
إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا.