على غودر، و جملة لاتستزاد و لا تستعتب
في محلّ النّصب أيضا على الحالية، استفهام تقريريّ و قوله أ و لستم استفهام
تقريريّ.
المعنى
اعلم أنّ صدر
هذا الفصل تذكير لعباد اللّه بضروب نعم اللّه سبحانه و منّته عليهم و تنبيه على
الغاية من تلك النّعم، و ذيله مسوغ لبيان حال السّلف ليعتبر به الخلف فقوله 7 استخدام (جعل لكم أسماعا لتعى ما عناها و أبصارا لتجلو عن عشاها) إشارة إلى
النّعمتين العظيمتين اللتين أعطاهما اللّه سبحانه لخلقه مع الاشارة إلى ما هو
الغرض منهما.
فالمقصود
أنّه سبحانه خلق لانتفاعكم قوّة سامعة لتحفظ ما أهمّها و قوّة باصرة لتجلو العشا
عن الابصار، فعلى هذا يكون قوله و أبصارا اه من باب الاستخدام حيث اريد بالابصار
القوّة و بضمير عشاها الراجع إليه العضو المحسوس المخلوق من الشّحم المركب من
السّواد و البياض، فبتلك القوة حصل له الادراك و الابصار بعد ما لم يكن في نفسه
مبصرا مدركا فكانت جلاء عن عشاها.
و يوضح ذلك
ما رواه في البحار من المناقب لابن شهر آشوب مما أجاب الرّضا 7 بحضرة
المأمون لضباع بن نصر الهندي و عمران الصّابي عن مسائلهما قال عمران: العين نور
مركبة أم الرّوح تبصر الأشياء من منظرها؟ قال 7: العين شحمة و هو
البياض و السّواد و النّظر للرّوح دليله إنك تنظر فيه و ترى صورتك في وسطه و
الانسان لا يرى صورته إلّا في ماء أو مرآة و ما اشبه ذلك.
قال ضباع إذا
عميت العين كيف صارت الرّوح قائمة و النظر ذاهب؟ قال 7 كالشّمس طالعة
يغشاها الظلام، قالا: أين تذهب الرّوح؟ قال 7، أين يذهب الضوء الطالع
من الكوة في البيت إذا سدّت الكوة، قالا: أوضح لنا ذلك، قال 7 الرّوح
مسكنها في الدّماغ و شعاعها منبثّ في الجسد بمنزلة الشمس دارتها[1]
في السّمآء
[1] قال فى القاموس الدار المحلّ يجمع البناء و العرصة كالدارة و
فى المصباح الدارة دارة القمر و غيره سمّيت بذلك لاستدارتها منه.