إلى الرشاد و الدلالة على السداد (و أستعينه قاهرا قادرا) و الكلام فيهما كما
في سوابقهما إذ العاجز و الضعيف لا يتمكّن من نفسه فكيف يكون معاونا للغير أو يطلب
منه الاعانة (و أتوكّل عليه كافيا ناصرا) و الكلام فيهما أيضا كما فيما تقدّم إذ التوكّل عبارة عن الوكول و
الاعتماد فيما يخاف و يرجى على الغير فلا بدّ من اتصاف المعتمد عليه بالكفاية و
النصرة ليكفى المعتمد فيما رجاه و ينصره فيما يخاف.
و إليه يرجع
ما عن معانى الأخبار مرفوعا إلى النبيّ 6 و هو أنّه جاء
جبرئيل إليه فقال له: يا جبرئيل و ما التّوكّل؟ قال: العلم بأنّ المخلوق لا يضرّ و
لا ينفع و لا يعطي و لا يمنع و استعمال الياس من النّاس، فاذا كان العبد كذلك لم
يعتمد على أحد سوى اللّه و لم يرج و لم يخف سوى اللّه، و لم يطمع على أحد سوى
اللّه و قال سبحانه:
يعني من
يفوّض أمره إليه سبحانه و وثق بحسن تدبيره فهو كافيه يكفيه أمر الدّنيا و الآخرة
أنّه يبلغ أمره و ما أراده من قضاياه و تدابيره على ما أراده و لا يقدر أحد على
منعه ممّا أراده، لارادّ لقضائه و لا مبدّل لحكمه، و قد ظهر ممّا ذكرنا أنّ
التّوكل من شئونات الايمان و من فروع المعرفة، و لذلك وصف سبحانه المؤمنين بذلك
حيث قال: