responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 346

إلى الرشاد و الدلالة على السداد (و أستعينه قاهرا قادرا) و الكلام فيهما كما في سوابقهما إذ العاجز و الضعيف لا يتمكّن من نفسه فكيف يكون معاونا للغير أو يطلب منه الاعانة (و أتوكّل عليه كافيا ناصرا) و الكلام فيهما أيضا كما فيما تقدّم إذ التوكّل عبارة عن الوكول و الاعتماد فيما يخاف و يرجى على الغير فلا بدّ من اتصاف المعتمد عليه بالكفاية و النصرة ليكفى المعتمد فيما رجاه و ينصره فيما يخاف.

و إليه يرجع ما عن معانى الأخبار مرفوعا إلى النبيّ 6 و هو أنّه جاء جبرئيل إليه فقال له: يا جبرئيل و ما التّوكّل؟ قال: العلم بأنّ المخلوق لا يضرّ و لا ينفع و لا يعطي و لا يمنع و استعمال الياس من النّاس، فاذا كان العبد كذلك لم يعتمد على أحد سوى اللّه و لم يرج و لم يخف سوى اللّه، و لم يطمع على أحد سوى اللّه و قال سبحانه:

وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً.

يعني من يفوّض أمره إليه سبحانه و وثق بحسن تدبيره فهو كافيه يكفيه أمر الدّنيا و الآخرة أنّه يبلغ أمره و ما أراده من قضاياه و تدابيره على ما أراده و لا يقدر أحد على منعه ممّا أراده، لارادّ لقضائه و لا مبدّل لحكمه، و قد ظهر ممّا ذكرنا أنّ التّوكل من شئونات الايمان و من فروع المعرفة، و لذلك وصف سبحانه المؤمنين بذلك حيث قال:

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى‌ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ‌.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست