و عنه قال سألت النبي 6 عنه فقال: يابن عباس أمّا ما ظهر فالاسلام و سوى اللّه من خلقك و ما
أفاض عليك من الرزق، و أماما بطن فستر مساوي عملك و لم يفضحك به يابن عباس إنّ
اللّه تعالى يقول ثلاثة جعلتهنّ للمؤمن و لم تكن له: صلاة المؤمنين عليه من بعد
انقطاع عمله، و جعلت له ثلث ماله يكفر خطاياه، و الثالثة سترت مساوي عمله فلم
افضحه بشيء منه و لو أبديتها عليه لنبذه أهله فمن سواهم.
و قيل
الظاهرة تخفيف الشرائع و الباطنة الشفاعة و قيل الظاهرة نعم الدنيا و الباطنة نعم
الآخرة و قيل الظاهرة ظهور الاسلام و النصر على الأعداء و الباطنة الامداد
بالملائكة و قيل الظاهرة نعم الجوارح و الباطنة نعم القلب.
و قال الرازي
في التفسير الكبير: الظاهرة هي ما في الأعضاء من السّلامة، و الباطنة ما في القوى
فانّ العضو ظاهر و فيه قوّة باطنة ألا ترى أنّ العين و الاذن شحم و غضروف ظاهر و
اللسان و الأنف لحم و عظم ظاهر و في كلّ واحد معنى باطن من الابصار و السمع و
الذوق و الشمّ و كذلك كلّ عضو و قد تبطل القوّة و يبقى عضو قائما.
أقول و الكلّ
لا بأس به إذ الجميع من نعم اللّه على عباده، و في تفسير أهل البيت :
النعمة الظاهرة الرّسالة، و النعمة الباطنة الولاية (و أو من به أولا
باديا) أى اصدّق به و أعتقد بالهيته و وحدانيّته أوّلا و ابتداء قبل
الاستهداء و الاستعانة منه و مقدما على التوكّل عليه إذ ما لم يؤمن به و لم يصدق
لا يمكن الاستهداء و الاستعانة و التوكّل، لأنّ ذلك كلّه فرع المعرفة و الايمان و
هو ظاهر بالعيان، و على جعل انتصابهما على الحال فالاشارة بهما إلى الجهة التي هي
مبدء الايمان إذ باعتبار أوّلية وجب وجوده و باعتبار كونه باديا أظهر الموجودات و
ظهر منه الآيات في الأنفس و الآفاق، فكان ظاهرا باديا في العقل بظهور آثاره و وضوح
آياته فباعتبار ظهوره مع أولية يجب الايمان بوجوب وجوده و الاذعان بالهيّته.
(و أستهديه
قريبا هاديا) و الاشارة بهذين الوصفين كما في سابقيهما إذ من لا يتّصف بالهداية
كيف يتصوّر الاستهداء منه و من كان بعيدا كيف يطلب منه الارشاد