(أحمده على
عواطف كرمه) و الكريم من أسمائه تعالى و هو الجواد المعطى الذى لا ينفد عطاؤه، و
يفيض الخير عنه من غير بخل و منع على كلّ قابل بقدر قابليته، و عواطف كرمه سبحانه
عبارة عن فيوضاته العائدة إلى العباد مرّة بعد اخرى و عن خيراته النازلة إليهم
تترى فانه تعالى لا يفتقر عن كثرة العطاء و لا تعجز عن الجزاء، وجوده يعلو كلّ
جواد و به جاد كلّ من جاد:
(و) نشكره على (سوابغ
نعمه) أى نعمه التامة الكاملة و آلائه الظاهرة و الباطنة كما قال عزّ من
قائل:
أَ لَمْ
تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ
أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ
يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ[3].
قال الطبرسي:
النعمة الظاهرة ما لا يمكنكم جحده من خلقكم و إحيائكم و إقداركم و خلق الشّهوة
فيكم و غيرها من ضروب النعم، و الباطنة ما لا يعرفها إلّا من أمعن النظر فيها.
و عن ابن
عباس الباطنة مصالح الدين و الدنيا مما يعلمه اللّه و غاب عن العباد علمه.