responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 343

باديا من البدائة أى او من به ابتداء قبل كلّ شي‌ء أو منصوبان على الحالية من الضّمير في به فيكونان في المعنى و صفين للّه سبحانه، و هذا هو الأظهر من حيث السياق لأنّ المنصوبات السّتة بعدهما من أوصاف اللّه تعالى إلّا أنّ الأوّل أقرب من حيث المعنى فافهم و تأمل.

المعنى‌

اعلم أنّ هذه الخطبة له 7 كما ذكره السّيد من الخطب العجيبة مشتملة على نكات بديعة و مطالب أنيقة حسبما تعرف إليها الاشارة، و هذا الفصل منها مسوغ للثناء على اللّه سبحانه باعتبار نعوت جلاله‌ و صفات كماله.

فقوله‌ (الحمد للّه الّذي علا بحوله) إشارة إلى علوّه عزّ و جلّ على كلّ شي‌ء لكن لا بالمعنى المتعارف في الخلق من الفوقية الحسيّة و الخيالية بل العلوّ بالغلبة و القهر و الاستعلاء بالقدرة و القوّة، و قوله‌ (و دنا بطوله) إشارة إلى قربه من كلّ شي‌ء لكن لا بالمعنى المتعارف في الأجسام المتقارنة بل القرب بالفضل و السعة و الدنوّ بالاحسان و العطية.

و قد قدّمنا الكلام في علوّه سبحانه و دنوّه بما لا مزيد عليه في شرح الفصل الخامس و السادس من فصول الخطبة الاولى، و في شرح الخطبة التاسعة و الأربعين أيضا، و لئن رجعت إلى ما حقّقناه هناك عرفت أن علوّه سبحانه على الأشياء لا ينافي قربه منها، و أنّ قربه بها لا ينافي بعده عنها، فهو تعالى في كمال علوّه على خلقه منهم قريب، و في منتهى قربه إلى الخلق عنهم بعيد.

و هو سبحانه‌ (مانح كلّ غنيمة و فضل و كاشف كلّ) داهية (عظيمة و أزل) لأنّ كلّ نعمة مبدئها وجوده، و كلّ عطية منشؤها كرمه وجوده، فهو منزل النّعم الجسام و منفس الكرب العظام، و هو الصّارف لطارق البلاء و الدافع للبأساء و الضرّاء و هو مجيب المضطرّ إذا دعاه و كاشف السوء عنه حين ناداه.

وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست