responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 340

و في النبويّ قال رسول اللّه 6 إنّ اللّه جلّ جلاله أوحى إلى الدّنيا أن اتعبي من خدمك و اخدمي من رفضك.

و في رواية اخرى الزّاهد في الدّنيا يريح قلبه و بدنه، و الرّاغب فيها يتعب قلبه و بدنه.

التاسع و العاشر ما أشار إليه بقوله‌ (و من أبصر بها بصّرته و من أبصر إليها أعمته) يعنى من جعلها آلة لابصاره و مرآتا للوصول إلى الغير يجعلها الدّنيا صاحب بصيرة و من كان نظره و توجّهه إليها و همّته معطوفا عليها يجعلها الدّنيا أعمى.

توضيح ذلك أنّ النظر إلى الدّنيا يتصوّر على وجهين.

أحدهما أن يكون المطلوب بالذّات من ذلك النّظر هو الدّنيا نفسها و لا شكّ أنّ الدنيا حينئذ تكون شاغلة له عن ذكر اللّه صارفة عن سلوك سبيل الحقّ، فيكون ضالّا عن الصّراط المستقيم ناكبا عن قصد الهدى، و هو المراد بكونه أعمى يعنى أنّ الدّنيا حينئذ تكون موجبة لعماء عين قلبه عن إدراك المطالب الحقّة و عن الاهتداء إلى سلوك سبيل الآخرة و لذلك خاطب اللّه سبحانه النبيّ 6 ظاهرا و أراد امّته باطنا بقوله:

وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ‌.

و الثاني أن يكون الغرض بالنظر إلى الدّنيا هو التبصّر بها و الاهتداء إلى المبدأ و المعاد إذ ما من شي‌ء فيها إلّا و هو من آثار الصنع و أدلّة القدرة و علامة العزّة و السّلطنة.

ففى كلّ شي‌ء له آية

تدلّ على أنّه واحد

و سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ‌ فبالنّظر إلى الأنفس و الآفاق يحصل البصيرة و الكمال، و يتمكن من المعرفة و الوصول إلى حضرت ذي الجلال كما يهتدى إلى الآخرة و يرغب عن الدّنيا بالنّظر إلى الامم الماضية و القرون الفانية و الملوك‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست