responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 339

اموري فانّك إن وكلتني إلى نفسى عجزت عنها و لم اقم ما فيه مصلحتها و إن وكلتني إلى خلقك تجهموا لى و إن ألجأتني إلى قرابتي حرموني و إن أعطونى اعطونى قليلا نكدا و منّوا علىّ طويلا و ذمّوا كثيرا فبفضلك اللهمّ فأغنني و بعظمتك فانعشنى، و بسعتك فابسط يدي و بما عندك فاكفني.

(و) السابع انّ‌ (من ساعاها فاتته و) الثامن انّ‌ (من قعد عنها واتته) و علّلهما الشّارح البحراني بأنّ أقوى أسباب هذا الفوات أنّ تحصيلها أكثر ما يكون بمنازعة أهلها عليها و مجاذبتهم‌[1] إيّاها و قد علمت ثوران الشّهوة و الغضب و الحرص عند المجاذبة للشي‌ء و قوّة منع الانسان له و تجاذب الخلق للشي‌ء و عزّته عندهم سبب لتفويت بعضهم له على بعض، و القعود عنها و تركها و إن كان الغرض منهما المواتاة سبب لمواتاتها كما يفعله أهل الزّهد الظاهري المشوب بالرّيا الذي ترك الدّنيا للدّنيا، فانّ الزّهد الظاهري أيضا مطلوب الشّارع إذ كان وسيلة إلى الزهد الحقيقي كما قال الرّسول 6: الرّيا قنطرة الاخلاص.

أقول و الأظهر عندي غير هذا المعنى و هو أن يكون المراد بفواتها في حقّ السّاعين لها عدم بقائها في حقّهم لسرعة زوالها و فنائها فيصبحون مع شدّة رغبتهم إليها و طلبهم إياها و أيديهم عارية من حطامها خالية من زبرجها و زخرفها لحلول الموت و نزول الفوت.

و يحتمل إرادة فواتهما عنهم في حال الحياة فيكون كلامه 7 محمولا على الغالب فانّ أكثر النّاس و أغلبهم مع كونهم تابعين للدّنيا راغبين عن الآخرة لا يقع الدّنيا في أيديهم و إن خلعوا عن أعينهم الكرى و طال لهم السّهر، و هذا بخلاف التّاركين لها و الزّاهدين فيها زهدا حقيقيا، فانّ الدّنيا مطيعة لهم مقبلة إليهم و هم معرضون عنها غير ناظرين إليها.

ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين 7 يا دنيا إليك عنّي أبي تعرّضت أم إلىّ تشوقت لا حان حينك هيهات غريّ غيرى لا حاجة فيك قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها.


[1] تجاذبوا الشي‌ء جذبه كلّ واحد الى نفسه، منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست