responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 330

كعذاب القبر و طول الحساب و خطر الصراط و ساير ما بين يدي الانسان من الأهوال على ما وردت في الأخبار.

المرتبة الثانية أن يكون المرغوب فيه اللذائذ الموعودة و النعم الموجودة في الجنّة من الحور و القصور و الأنهار و الأثمار و ساير ما أعدّت للمتقين و هذا زهد الراجين فانّهم لم يتركوا الدنيا قناعة بالعدم و خلاصا من الألم و إنّما تركوها رغبة في وجود دائم و طمعا في نعمة غير منقطعة.

المرتبة الثالثة أن لا يكون له رغبة إلّا في اللّه و في لقائه فلا يكون له توجّه إلى الآلام ليقصد الخلاص منها، و لا التفات إلى النعم ليقصد الفوز بها، بل هو مستغرق الهمّ باللّه و هو الذي أصبح و همّه هم واحد، و هو الموحّد الحقيقي الذي لا يطلب غير اللّه إذ طلب غيره سبحانه لا يخلو من شرك خفيّ.

و هذه المرتبة مختصّة بالتّأمين في المحبة و الكاملين في مقام الرّضا، و ليس غرضهم إلّا تحصيل الرّضوان و لا لهم نظر إلى الحور و القصور و ساير اللذائذ الموجودة في الجنان لأنّ لذايذ الجنّة كلّها عندهم بالنسبة إلى لذّة الاستغراق و الفناء مثل لذّة اللعب بالعصفور و الاستيلاء عليه بالنّسبة إلى لذّة الملك و الاستيلاء على أطراف الأرض و رقاب الخلق، و الطالبون لنعيم الجنة عند أهل المعرفة و الكمال كالصبىّ الطالب للّعب بالعصفور التارك للذّة السّلطنة و الملك من حيث قصوره عن ادراك هذه اللذة و إلى هذه أشير في قوله:

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‌.

اى الرّضوان من اللّه اكبر من جميع ما في الجنات من اللذات و هو الفوز العظيم اذ هو غاية كلّ لذّة و منتهى كلّ سعادة يستحقر دونه كلّ بهجة.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست