ليس لي من رسول اللّه إلّا يوم من تسعة أيام
أ فما تدعنى يابن أبي طالب و يومى، يدلّ على قلّة حيائها و عدم مبالاتها.
و خامسا أنّ
قول رسول اللّه لها و هو غضبان محمرّ الوجه: ارجعى ورائك و اللّه لا يبغضه أحد من
أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلّا و هو خارج من الايمان، تدلّ على كونها مبغضة
لأمير المؤمنين 7 خارجة من الايمان و رجوعها بعد إلى الايمان محتاج إلى
البينة و البرهان و لم يثبت بالبديهة و العيان.
و سادسا أنّ
سؤال رجلين عن رسول اللّه من الخليفة و الخلافة في حال السفر مع عدم اقتضاء الحال
و المقام لذلك لما عليهم من تعب السفر و وصيته إمّا أن يكون رعاية لمصلحة الاسلام
و إشفاقا للامة و شدّة في الدّين و الايمان أم استخبارا من وقت وفات الرّسول و
تحصيلا للعلم بأنّهما متى يكونان مطلقي العنان، أم طمعا منهما في الخلافة و حرصا
في الولاية و رجاء لأن ينصّ على أحدهما و يبدى البيان.
لا سبيل إلى
الأوّل حتما زعمه الشّارح المعتزلي و صرّح به في كلامه الذي حكيناه في أواخر
المقدّمة الثانية من مقدّمات الخطبة الشّقشقية و في غيره من كلماته أيضا في تضاعيف
الشّرح إذ لو كان غرضهما الرّعاية لجانب الدّين و الشّفقة على الامّة كان اللازم
عليهما الاصرار على السؤال و الاكمال في الكلام حتّى يسفر لهما وضح الحقّ، و كان
ينبغي لهما بعد ما اجاب لهما رسول اللّه بقوله: إنّي قد أرى مكانه و لو فعلت
لتفرّقتم عنه أن يقولا: دلّنا يا رسول اللّه على مكانه نعرفه و تلازمه و كيف يمكن
أن نتفرّق عنه بعد تعيينك إيّاه و أمرك باتّباعه، فلمّا لم يصرّا على السؤال و لم
يتفوّها بشيء من ذلك و سكتا و خرجا بمجرّد أن قال لهما رسول اللّه: أرى مكانه علم
أنّ غرضهما لم يكن الاشفاق على الامة و لحاظ مصلحة الاسلام و إنّما كان الطمع في
الخلافة فلمّا قال أرى مكانه يأسا منهما و علما أنّ الخليفة غيرهما فسكتا و خرجا و
سابعا أنّ قوله: لتفرّقتم عنه كما تفرّقت بنو اسرائيل عن هارون، لا يخفى ما في هذا
التّشبيه من النكتة، فانّ هارون كان وصيّ موسى و بنو اسرائيل قد تفرّقوا عنه و
اتخذوا عجلا جسدا له خوار، لا يكلّمهم و لا يهديهم سبيلا فأظهر