و شهادته أحد غلمانه عبد الرّحمن أخذا من
اسم عبد الرّحمن قاتل أمير المؤمنين شعفا بقتله و تيمّنا باسمه.
و هنا لطيفة
و هي أنّ بهلول العاقل مرّ يوما بجماعة يذاكرون الحديث و يروون عن عايشة أنّها
قالت: لو أدركت ليلة القدر لما سألت ربّي إلّا العفو و العافية، فقال بهلول: و
الظفر بعليّ بن ابي طالب، يعني أنّها كانت أهمّ مسئولاتها الظفر عليه 7.
هذا كلّه
مضافا إلى أنّ توبتها لا يمكن أن تحصل بمجرّد النّدم على الخروج من البيت و الحرب
بل يتوقف على التّفصى عمّا أراقها من دماء المسلمين من الأنصار و المهاجرين و ما
نهبت من بيت مال المسلمين إلى غير ذلك من المفاسد و المظالم، و لم يتحقّق منها
شيء من ذلك و أنّى لها بذلك.
و ثانيا أنها
إن كانت صادقة في قولها أنّ عثمان قد أبلى سنة رسول اللّه 6 فعليه لعنة اللّه، و إن كانت كاذبة فعليها غضب اللّه.
و ثالثا أنّ
اللازم عليها أن تكون سالما لمن سالمه رسول اللّه 6 و حربا
لمن حاربه محبّة لمن أحبّه و مبغضة لمن أبغضه و شعفها بكون الخلافة لطلحة و
استنكافها من كونها لأمير المؤمنين يدلّ على عكس ذلك.
و ذلك لأنّ
رسول اللّه 6 توفّى و هو ساخط على طلحة للكلمة التي قالها يوم
نزلت آية الحجاب على ما قدّمنا روايتها في تذييل الثاني من تذييلات الفصل الثالث
من فصول الخطبة الثالثة، و في الطعن الثالث عشر من مطاعن عثمان التي أوردنا في
التذييل الثاني من تذييلات كلامه الثالث و الأربعين و مات و هو راض عن أمير
المؤمنين 7 فكانت عايشة ساخطة لأمير المؤمنين راضية عن طلحة موذية
لرسول اللّه مخالفة لرأيه طارحة للغيرة و الحمية.
و رابعا أنّ
هجومها على رسول اللّه و عليّ حين ما يتناجيان و قولها لعليّ