رسول اللّه و هو الفيء الحاصل ببركته
صلوات اللّه عليه و آله قليلا قليلا، استعار لفظ التّفويق عن اعطائهم المال قليلا
بمشابهة القلة و كونه في دفعات كما يدفع الفصيل ضرع امّه لتدر ثم يدفع عنها لتحلب
ثمّ يعاد إليها لتدرّ و هكذا، استعاره ثمّ قال
(و اللّه لئن بقيت) و صرت أميرا
(لهم لأنفضنّهم نفض اللحام الوذام التربة).
قيل الظاهر
أنّ المراد من نفضهم منعهم من غصب الأموال و أخذ ما في أيديهم من الأموال المغصوبة
و دفع بغيهم و ظلمهم و مجازاتهم بسيئات أعمالهم.
و قال
الشّارح البحراني: أقسم 7 ان بقى لبنى اميّة ليحرمنهم التّقدم في
الامور، و استعار لفظ النفض لابعادهم عن ذلك و شبه نفضه لهم بنفض القصاب القطعة من
الكبد أو الكرش من التّراب إذا أصابته.
أقول: و
الأظهر عندى أنّه شبّههم بالوذام التّربة من حيث إنّ الوذمة إذا وقعت في التّراب و
تلطخت به يتنفّر عنها الطباع و لا يرغب إليها النّاس فينفضها القصاب أى يسقطها و
يعزلها عن ساير لحماته لمكان ذلك التنفّر فيقول 7: إنّى لو بقيت لهم
لاسقطهم عن درجة الاعتبار و اعزلهم عن الامارة و المداخلة لامور المسلمين بحيث لا
يرغب إليهم أحد و يتنفّر النّاس عنهم و يكونون حقيرا عندهم كمالا يرغبون إلى
الوذام لحقارتها و اللّه العالم بحقايق كلام وليه هذا.
و قد روى عنه
7 هذا الكلام في رواية اخرى بزيادة و نقصان و تفاوت لما هنا و هى ما
رواها أبو الفرج في كتاب الأغانى باسناد رفعه إلى الحرب بن جيش قال:
بعثنى سعيد
بن العاص و هو يومئذ أمير الكوفة من قبل عثمان بهدايا إلى المدينة و بعث معي هدية
إلى عليّ 7 و كتب إليه أنى لم ابعث إلى أحد ممّا بعثت به اليك إلّا إلى
أمير المؤمنين فلما أتيت عليّا و قرء كتابه قال: لشدّ ما يخطر علىّ بنو اميّة تراث
محمّد أما و اللّه لان وليّتها لأنفضنّها نفض القصاب التراب الوذمة.
قال أبو
الفرج هذا خطاء إنّما هو الوذام التّربة قال: و قد حدّثنى بذلك أحمد ابن عبد
العزيز الجوهرى عن أبى يزيد عمر بن شيبة باسناد ذكره في الكتاب أنّ سعيد