قال في مجمع
البيان في تفسير قوله و لا منينهم يعني امنينهم طول البقاء في الدّنيا فيؤثرون
بذلك الدّنيا و نعيمها على الآخرة، و قيل معناه أقول لهم ليس ورائكم بعث و لا نشر
و لا جنة و لا نار و لا ثواب و لا عقاب فافعلوا ما شئتم عن الكلبي، و قيل: امنينهم
بالأهواء الباطلة الدّاعية إلى المعصية و ازيّن لهم شهوات الدّنيا و زهراتها أدعو
كلّا منهم إلى نوع ميل طبعه إليه فأصدّه بذلك عن الطاعة و القيه في المعصية.
الرّابع عشر
قوله (جعل الصبر مطيّة نجاته) و الصبر قوّة ثابتة و ملكة راسخة بها
يقتدر على حبس النفس و منعه عن قبايح اللذات و منى الشهوات و على حمله على مشاق
العبادات و التكليفات و على التحمل على المصائب و الآفات و الدّواهى و البليات و
بها يحصل النجاة و الخلاص من غضب الجبار و عذاب النار، و لذلك جعلها مطيّة يتمكن
بها من الهرب، و الفرار عن العدوّ في مقام الحاجة و الاضطرار، و الآيات القرآنية و
الأخبار المعصومية في مدحها و فضلها و الحثّ عليها أكثر من أن تحصى و لعلّنا نشبع
الكلام في تحقيقها و بيان أقسامها في شرح الخطبة المأة و الثانية و السبعين