الحادى عشر قوله
(و احرز عوضا) اى أحرز متاع الآخرة الباقية الذي هو عوض من
متاع الدّنيا الفانية، و ادّخر ما يفاض عليه من الحسنات و أعدّ ما يثاب عليه من
الصالحات.
أى نهى نفسه
عن المحارم التي تهويها و تشتهيها فانّ الجنّة مستقرّه و مأواه.
روى في
الوسائل عن الصّدوق باسناده عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه :
عن رسول اللّه 6 في حديث المناهي قال: من عرضت له فاحشة أو
شهوة فاجتنبها مخافة اللّه عزّ و جلّ حرّم اللّه عليه النّار و آمنه من الفزع
الأكبر و أنجز له ما وعده في كتابه:
وَ لِمَنْ
خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ.
ألا و من
عرضت له دنيا و آخرة فاختار الدّنيا على الآخرة لقى اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و
ليست له حسنة يتّقى بها النّار، و من اختار الآخرة و ترك الدّنيا رضى اللّه عنه و
غفر له مساوى عمله.
و عن عبد
اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق 7 فقلت
الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: إنّ اللّه
ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة و ركب في البهائم شهوة بلا عقل و ركب في بني آدم
كلتيهما من غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة و من غلب شهوته عقله فهو شرّ من
البهائم.