و نقتصر هنا على بعض ما ورد فيها على ما
اقتضاه المقام.
فأقول في
الوسائل من الكافي باسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه 7 قال:
إذا كان يوم القيامة فيقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال من أنتم، فيقولون
نحن أهل الصبر، فيقال لهم على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة اللّه و نصبر
عن معاصي اللّه فيقول اللّه عزّ و جلّ: صدقوا ادخلوهم الجنة و هو قول اللّه عزّ و
جلّ:
و عن عمرو بن
شمر اليماني يرفع الحديث إلى عليّ 7 قال: قال رسول اللّه 6 الصّبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، و صبر عند الطاعة، و صبر عن المعصية،
فمن صبر على المصيبة حتّى يردها بحسن عزائها كتب اللّه له ثلاثمأة درجة ما بين
الدّرجة إلى الدّرجة كما بين السّماء و الأرض، و من صبر على الطاعة كتب اللّه له
ستّمأة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، و من صبر
عن المعصية كتب اللّه له تسعمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم
الأرض إلى منتهى العرش.
و عن عثمان
بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه 7 قال اصبروا على الدّنيا
فانّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألما و لا سرورا، و ما لم يجيء فلا تدرى ما
هو و إنّما هى ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها على طاعة اللّه و اصبر فيها عن
معصية اللّه.
الخامس عشر
قوله (و التّقوى عدّة وفاته) قد مرّ معنى التّقوى و بعض ما ورد
فيها في شرح الخطبة الثالثة و العشرين، و أقول هنا إنّ العدّة لما كانت عبارة عمّا
أعدّها الانسان و هيّئها لحوادث دهره و ملمّات زمانه و كان الموت أعظم الحوادث، و
بالتّقوى يحصل الوقاية من سكراته و غمراته و به يتّقى من شدايد البرزخ و كرباته و
يستراح من طول الموقف و مخاوفه، لا جرم جعلها 7 عدّة للوفاة و وقاية
يحصل بها النجاة، و استعار عنها الكتاب المجيد بالزاد فقال: