يا رسول اللّه إنّى أكره أن أسأل عنك
الركبان، فقال 6 انفذ لما أمرتك به.
ثمّ اغمى على
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و قام اسامة فجهّز للخروج، فلما أفاق
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم سأل عن اسامة و البعث، فاخبر أنّهم
يتجهّزون، فجعل يقول انفذوا بعث اسامة لعن اللّه من تخلّف عنه و يكرّر ذلك.
فخرج اسامة و
اللواء على رأسه و الصّحابة بين يديه، حتّى إذا كان بالجرف[1]
نزل و معه أبو بكر و عمر و أكثر المهاجرين، و من الأنصار أسيد بن حصين و بشير ابن
سعد و غيرهم من الوجوه، فجائه رسول ام أيمن يقول له ادخل فانّ رسول اللّه يموت،
فقام من فوره و دخل المدينة و اللواء معه فجاء به حتّى ركزه باب رسول اللّه و رسول
اللّه 6 قد مات في تلك السّاعة، قال: فلما «فماظ» كان أبو بكر
و عمر يخاطبان اسامة إلى أن ماتا إلّا بالأمير.
أقول و نقل
الشّارح بعث جيش اسامة قبل في شرح الخطبة الشّقشقية أيضا بتغيير يسير لما أورده
هنا من الجوهري، و قال هناك بعد نقله ما هذه عبارته.
و تزعم الشّيعة
أنّ رسول اللّه 6 كان يعلم موته و أنّه سير أبا بكر و عمر في
بعث اسامة لتخلو دار الهجرة منهما فيصفوا لأمر لعليّ 7 و يبايعه من
تخلّف من المسلمين في مدينة على سكون و طمأنينة، فاذا جاءهما الخبر بموت رسول
اللّه و بيعة النّاس لعليّ بعده كانا عن المنازعة و الخلاف أبعد لأنّ العرب كانت
تلتزم باتمام تلك البيعة و تحتاج في نقضها إلى حروب شديدة، فلم يتمّ له ما قدّر و
تثاقل بالجيش أيّا ما مع شدّة حثّ رسول اللّه على نفوذه و خروجه بالجيش حتّى مات و
هما بالمدينة فسبقا عليا إلى البيعة و جرى ما جرى.
ثمّ قال: و
هذا عندى غير منقدح لانّه إن كان يعلم موته فهو أيضا يعلم أنّ أبا بكر سيلي
الخلافة و ما يعلمه لا يحترس منه، و إنّما يتمّ هذا و يصحّ إذا فرضنا أنّه 6 كان يظنّ موته و لا يعلمه حقيقة و يظنّ أنّ أبا بكر و عمر
يتمالان على ابن عمه و يخاف وقوع ذلك منهما و لا يعلمه حقيقة فيجوز إن كانت الحال