يعلم انّه سيكون له شيعة و انّ دولة
الباطل ستظهر عليهم، فأراد أن يقتدى به في شيعته و قد رأيتم آثار ذلك هو ذا يسار
في النّاس بسيرة علي و لو قتل عليّ 7 أهل البصرة جميعا و اتّخذ أموالهم
لكان ذلك له حلالا لكنّه منّ عليهم ليمنّ على شيعته من بعده.
و عن اسحاق
بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه 7: مال النّاصب و كلّ شيء يملكه حلال
إلّا امرأته، فانّ نكاح أهل الشرّك جايز، و ذلك أنّ رسول اللّه 6 قال:
لا تسبّوا
أهل الشّرك فانّ لكل قوم نكاحا و لو لا أنا نخاف عليكم أن يقتل رجل منكم برجل منهم
و رجل منكم خير من ألف رجل منهم لأمرناكم بالقتل لهم و لكن ذلك إلى الامام.
و عن أبي بكر
الحضرمي قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: لسيرة عليّ في أهل البصرة
كانت خيرا لشيعته ممّا طلعت عليه الشّمس إنّه علم أنّ للقوم دولة فلو سباهم لسبيت
شيعته، قلت: فأخبرني عن القائم يسير بسيرته؟ قال: لا إنّ عليّا سار فيهم بالمنّ
لما علم من دولتهم و إنّ القائم يسير فيهم بخلاف تلك السّيرة لأنّه لا دولة لهم.
و عن محمّد
بن مسلم قال: سألت أبا جعفر 7 عن القائم إذا قام بأىّ سيرة يسير في
النّاس؟ فقال: بسيرة ما سار به رسول اللّه 6 حتّى يظهر
الاسلام، قلت و ما كانت سيرة رسول اللّه 6؟ قال: أبطل ما كان
في الجاهليّة و استقبل النّاس بالعدل، و كذلك القائم إذا قام يبطل ما كان في
الهدنة ممّا كان في أيدي النّاس و يستقبل بهم العدل.
و روى عن
الدّعائم عن عليّ 7 أنّه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة أ كافرون
هم؟ قال 7: كفروا بالأحكام و كفروا بالنّعم ليس كفر المشركين الذين
دفعوا النبوّة و لم يقرّوا بالاسلام، و لو كانوا كذلك ما حلّت لنا مناكحهم و لا
ذبايحهم و لا مواريثهم.
إلى غير ذلك
من النّصوص الدالّة على جريان حكم المسلمين على البغاة