من حيث البغي في زمن الهدنة فضلا عمّا هو
المعلوم من تتبّع كتب السّير و التّواريخ من مخالطة الأئمة : معهم و
عدم التجنّب من أسآرهم و غير ذلك من أحكام المسلمين و إن وجب قتالهم إذا ندب عليه
الامام عموما او خصوصا أو ندب عليه المنصوب من قبله 7 لكن ذلك أعمّ من
الكفر و يأتي تمام الكلام إنشاء اللّه تعالى في شرح الكلام المأة و الخامسة و
الخمسين.
نعم الخوارج
منهم قد اتّخذوا بعد ذلك دينا و اعتقدوا اعتقادات صاروا بها كفّارا لا من حيث
كونهم بغاة فافهم جيّدا و قوله 7: (إنّى لصاحبهم
بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم) إشارة إلى عدم تغيّر حالته عن التي بها
قاتلهم كافرين، و فيه تهديد لهم و تذكير لشدّة بأسه و سطوته و شجاعته هذا.
و في نسخة
الشّارح المعتزلي بعد قوله صاحبهم اليوم:
و اللّه ما
تنقم منّا قريش إلّا أنّ اللّه اختارنا عليهم فأدخلناهم في خيرنا فكانوا كما قال
الأوّل:
ادمت لعمري شربك المحض صابحا
و اكلك بالزّبد المقشّرة البجرا
و نحن وهبناك العلاء و لم تكن
عليا و حطنا حولك الجرد و السمرا
أقول:
(المحض) اللبن الخالص، و (الصّابح) و الصّبوح ما صلب من اللّبن بالغداة و ما أصبح
عندهم من شراب و (المقشّرة) التّمرة التي اخرج منها نواتها و كنايه (البجر) بالضّم
الأمر العظيم و العجب و لعلّه هنا كناية عن الكثرة أو الحسن أو اللطافة، و يحتمل
أن يكون مكان المفعول المطلق يقال بجر كفرح فهو بجر امتلأ بطنه من اللبن و لم
يروّ، و تبجر النّبيذ ألحّ في شربه و (الجرد) بالضّم جمع الأجرد و هو الفرس الذى
دقت شعرته و قصرت و هو مدح و (السّمر) جمع الاسمر و هو الرّمح
تكملة
يأتي إنشاء
اللّه رواية هذه الخطبة في الكتاب بطريق آخر و هي الخطبة المأة و الثّالثة، و
نوردها بطريق ثالث في الشّرح ثمّة فانتظر.