(و لا جبنت) من
طردها (و أنّ مسيرى هذا لمثلها) أى
لمثل تلك الحال التي كنت عليها معهم في زمن الرّسول 6 من سوق
كتائبهم و طردها من غير ضعف و لاجبن.
تشبيه (و
لأبقرّن الباطل حتّى يخرج الحقّ من خاصرته) شبّه الباطل بحيوان ابتلع جوهرا ثمنيا
أعزّ منه قيمة فاحتيج إلى شقّ بطنه في استخلاص ما ابتلع، و أراد بذلك تميز الحقّ
من الباطل و تشخيص الصلاح من الفساد (مالي و لقريش) يجحدون فضيلتي و
يستحلّون محاربتي و ينقضون بيعتي (و اللّه لقد قاتلتهم كافرين) بالكفر و
الجحود (و لاقاتلنّهم مفتونين) بالافتنان و البغى ليرجعوا من الباطل
إلى الحقّ و يفيئوا إليه.
روى في
الوسائل عن الحسن بن محمّد الطوسي في مجالسه عن أبيه عن المفيد معنعنا عن محمّد بن
عمر بن على عن أبيه عن جدّه أنّ النّبيّ 6 قال له: يا عليّ
إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم الجهاد مع
المشركين معي، فقلت: يا رسول اللّه و ما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال:
فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه، و أنّى رسول اللّه، و هم مخالفون لسنّتي و
طاعنون في ديني، فقلت فعلى م نقاتلهم يا رسول اللّه و هم يشهدون أن لا اله إلّا
اللّه و أنّك رسول اللّه؟ فقال على إحداثهم في دينهم و فراقهم لأمرى و استحلالهم
دماء عترتي هذا.
قال الشّارح
المعتزلي في شرح قوله و لاقاتلهم مفتونين: أنّ الباغي على الامام مفتون فاسق، و
هذا الكلام يؤكد قول أصحابنا أنّ أصحاب صفّين و الجمل ليسوا بكفّار خلافا
للاماميّة.
و ردّ بأن
المفتون من أصابه الفتنة و هي تطلق على الامتحان و الضّلال و الكفر و الاثم و
الفضيحة و العذاب و غير ذلك، و المراد بالمفتون ما يقابل الكافر الأصلي الذي لم
يدخل في الاسلام أصلا و لم يظهره إذ لا شك في أنّ من حاربه 7 كافر
لقوله 6 حربك حربى و غير ذلك من الأخبار و الادلّة.
أقول:
المستفاد من كلام الشّارح أنّ الامامية يقولون بكون البغاة كفارا