وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا
لَيُوَفِّيَنَّهُمْ و جملة ما عجزت حالية، و لمثلها بكسر
اللّام على ما في أكثر النسخ أو بفتحها على أنّها للتّوكيد على ما في بعضها، و
مالي و لقريش استفهام على سبيل إنكار معاندتهم له و جحودهم لفضله، و كافرين و
مفتونين منصوبتان على الحال
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة مسوقة لاظهار انّ غرضه من حرب أهل الجمل كان إقامة الحقّ و إزاحة الباطل و
أنّ حربه معهم جارى مجرى حربه مع الكفار و أهل الجاهلية في زمن الرّسول 6، و لذلك أشار أولا إلى بعثة الرّسول ثمّ رتّب عليها مقصوده
فقال: (إنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا) 6 (و ليس أحد من العرب) في زمان بعثه (يقرأ كتابا و لا
يدّعى نبوّة).
يحتمل أن
يكون المراد بالعرب أقلّهم، فانّ أكثرهم لم يكن لهم يومئذ دين و لا كتاب كما مرّ
تفصيلا في الفصل السّادس عشر من فصول الخطبة الاولى عند شرح قوله 7: و
أهل الارض يومئذ ملل متفرّقة اه.
و امّا على
إرادة العموم كما هو ظاهر العبارة فيمكن الجواب بانّ الكتاب الذى كان بأيدى اليهود
و النّصارى حين بعثه لم يكن بالتّوراة و الانجيل المنزل من السماء، لمكان التّحريف
و التّغيير الذي وقع فيهما كما يشهد به قوله تعالى: