responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 323

صفوا فلم يبق منها إلّا سملة كسملة الادواة و جرعة كجرعة الاناء و لو يتمزّزها الصّديان لم تنقع غلبة بها.

فازمعوا عباد اللّه بالرّحيل من هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال، الممنوع أهلها من الحياة المذللة أنفسهم بالموت، فلا حىّ يطمع بالبقاء و لا نفس إلّا مذعنة بالمنون، فلا يغلبنّكم الأمل، و لا يطل عليكم الأمد، و لا تغترّوا فيها بالآمال، و تعبّدوا للّه أيّام الحياة.

فو اللّه لو حننتم حنين الواله العجلان، و دعوتم بمثل دعاء الأنام، و جأرتم جؤار متبتّلي الرّهبان، و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه و حفظتها رسله، لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه و أتخوّف عليكم من أليم عقابه.

و باللّه لو انماثت قلوبكم انمياثا، و سالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما، ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما كانت الدّنيا باقية ما جزت أعمالكم و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم لنعمه العظام عليكم، و هداه إيّاكم إلى الايمان ما كنتم لتستحقّوا أبد الدّهر ما الدّهر قائم بأعمالكم جنّته و لا رحمته و لكن برحمته ترحمون، و بهداه تهتدون، و بهما إلى جنّته تصيرون، جعلنا اللّه و إيّاكم برحمته من التّائبين العابدين.

و إنّ هذا يوم حرمته عظيمة و بركته مأمولة، و المغفرة فيه مرجوّة، فأكثروا ذكر اللّه و استغفروه و توبوا إليه إنّه هو التّواب الرّحيم، و من ضحّى منكم بجذع من المعز فانّه لا يجزى عنه، و الجذع من الضّأن يجزي، و من تمام الاضحية استشراف عينها و اذنها، و إذا سلمت العين و الاذن تمّت الاضحية، و إن كانت عضباء القرن أو تجرّ برجلها إلى المنسك فلا تجزي.

و إذا ضحيتم فكلوا و أطعموا و اهدوا و احمدوا اللّه على ما رزقكم من بهيمة الانعام و أقيموا الصّلاة، و آتوا الزكاة، و أحسنوا العبادة، و أقيموا الشّهادة، و ارغبوا فيما كتب عليكم و فرض الجهاد و الحجّ و الصّيام، فانّ ثواب ذلك عظيم لا ينفذ، و تركه و بال لا يبيد، و أمروا بالمعروف، و انهوا عن المنكر، و اخيفوا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست