responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 314

فأفصح القبر عنهم حين سائلهم‌

تلك الوجوه عليها الدّود تنتقل‌

قد طال ما أكلوا فيها و هم شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

و طال ما كثروا الأموال و ادّخروا

فخلّفوها على الأعداء و ارتحلوا

و طال ما شيّدوا دورا لتحصنهم‌

ففارقوا الدّور و الأهلين و انتقلوا

أضحت مساكنهم و حشا معطلة

و ساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا

سل الخليفة إذ وافت منيّته‌

أين الجنود و أين الخيل و الخول‌

أين الكنوز التي كانت مفاتحها

تنوء بالعصبة المقوين لو حملوا

أين العبيد التي أرصدتهم عددا

أين الحديد و أين البيض و الأسل‌

أين الفوارس و الغلمان ما صنعوا

أين الصّوارم و الخطّية الذبل‌

أين الكفاة أ لم يكفوا خليفتهم‌

لمّا رأوه صريعا و هو يبتهل‌

أين الكماة التي ماجوا لما غضبوا

أين الحماة التي تحمى به الدّول‌

أين الرّماة أ لم تمنع بأسهمهم‌

لمّا أتتك سهام الموت تنتصل‌

هيهات ما منعوا ضيما و لا دفعوا

عنك المنيّة إذ وافى بك الأجل‌

و لا الرّشا دفعتها عنك لو بذلوا

و لا الرّقى نفعت فيها و لا الخيل‌

ما ساعدوك و لا واساك أقربهم‌

بل سلّموك لها يا قبح ما فعلوا[1]

(و قد أمرّ منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان صفوا) و ذلك مشاهد بالوجدان و مرئي بالعيان، إذ الامور التي تقع لذيذة فيها و يجدها الانسان في بعض الأحيان حلوة صافية عن الكدورات خالية عن مرارة التّنغيص هي في معرض التّغير و التّبدّل بالمرارة و الكدر، فما من أحد تخاطبه بما ذكر إلّا و يصدق عليه أنّه قد عرضت له من تلك اللذات ما استعقب صفوتها كدرا و حلاوتها مرارة إمّا من شباب تبدّل بمشيب أو غنى بفقر أو عزّ بذلّ أو صحّة بمرض.

استعاره (فلم يبق منها إلّا سملة كسملة الاداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمزّزها الصّديان) و تمصّصها العطشان لم يرو و (لم ينقع) قال الشّارح البحراني: هذا


[1] الابيات مقتبسة من الديوان المنسوب الى امير المؤمنين( ع) منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست