(و
قد أمرّ منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان صفوا) و
ذلك مشاهد بالوجدان و مرئي بالعيان، إذ الامور التي تقع لذيذة فيها و يجدها
الانسان في بعض الأحيان حلوة صافية عن الكدورات خالية عن مرارة التّنغيص هي في
معرض التّغير و التّبدّل بالمرارة و الكدر، فما من أحد تخاطبه بما ذكر إلّا و يصدق
عليه أنّه قد عرضت له من تلك اللذات ما استعقب صفوتها كدرا و حلاوتها مرارة إمّا
من شباب تبدّل بمشيب أو غنى بفقر أو عزّ بذلّ أو صحّة بمرض.
استعاره (فلم
يبق منها إلّا سملة كسملة الاداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمزّزها الصّديان) و
تمصّصها العطشان لم يرو و (لم ينقع) قال الشّارح البحراني: هذا
[1] الابيات مقتبسة من الديوان المنسوب الى امير المؤمنين( ع)
منه.