فقال: عمّار بن ياسر: قاتلت بهذه الرّاية
مع النّبيّ ثلاثا، و هذه الرّابعة، و اللّه لو زحفوا حتّى بلغوا بنا السّعفات من
هجر لعلمنا أنّا على الحقّ و أنّهم على الباطل و من العيون باسناد التّميمي عن
الرّضا عن آبائه :، قال: قال عليّ 7: أمرت بقتال الناكثين و
القاسطين و المارقين و من رجال النّجاشي مسندا عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي
رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت رسول اللّه و هو نائم أو يوحى إليه و إذا حيّة
في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فاوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحيّة حتّى ان كان
منها سوء يكون لي دونه، فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية:
إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثمّ قال: الحمد للّه
الذي أكمل لعليّ منيته، و هنيئا لعليّ بتفضيل اللّه إيّاه، ثمّ التفت فرآني إلى
جانبه فقال: ما أضجعك ههنايا أبا رافع؟ فأخبرته خبر الحيّة فقال: قم إليها
فاقتلها، فقتلتها، ثمّ أخذ رسول اللّه بيدى فقال يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون
عليّا هو على الحقّ و هم على الباطل يكون في حقّ اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم
فبقلبه و من لم يستطع بقلبه فليس وراء ذلك شيء، فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن
يعينني اللّه و يقويني على قتالهم، فقال 6: اللّهمّ إن أدركهم
فقوّه و أعنه ثمّ خرج إلى النّاس فقال: يا أيّها النّاس من أحبّ أن ينظر إلى أمينى
على نفسي فهذا أبو رافع أميني على نفسي.
قال عون بن
عبيد اللّه بن أبي رافع: فلمّا بويع عليّ و خالفه معاوية بالشّام و سار طلحة و
الزّبير إلى البصرة، قال أبو رافع هذا قول رسول اللّه سيقاتل عليّا قوم يكون حقّا
في اللّه جهادهم فباع أرضه بخيبر و داره ثمّ خرج مع عليّ 7 و هو شيخ
كبير له خمس و ثمانون سنة، و قال: الحمد للّه لقد أصبحت و لا أحد بمنزلتي لقد
بايعت البيعتين: بيعة العقبة، و بيعة الرّضوان، و صلّيت القبلتين و هاجرت الهجر
الثلاث،