منه 7 ففيه أنّ الأمر إذا دار
بين متابعة راى الأفضل و متابعة رأى المفضول كان اللّازم ترجيح الأوّل على الثّاني
دون العكس و هو واضح.
و أمّا
الثّالث و هو أنّ التّقدّم كان بتقديم المكلّفين بمقتضا هوى أنفسهم الأمارة
بالسّوء و لما كان في صدورهم من الحسد و السّخايم فهو الحقّ و الصّواب من دون شكّ
فيه و ارتياب.
و لنعم ما
قال أبو زيد النّحوي الخليل بن أحمد حين سئل عنه ما بال أصحاب رسول اللّه كأنّهم
بنو أمّ واحدة و عليّ 7 كأنّه ابن علة[1]؟
قال تقدّمهم إسلاما و بذّهم شرفا وفاقهم علما و رجهم حلما و كثرهم هدى فحسدوه و
النّاس إلى أمثالهم و أشكالهم أميل.
و قال ابن
عمر لعليّ 7 كيف تحبّك قريش و قد قتلت في يوم بدر و احد من ساداتهم
سبعين سيدا تشرب انوفهم الماء قبل شفاههم؟ فقال أمير المؤمنين 7 ما
تركت بدر لنا مذيقا[2] و لا لنا
من خلفنا طريقا.
و سئل زين
العابدين 7 و ابن عباس أيضا لم أبغضت قريش عليّا؟ قال: لأنّه أورد
أوّلهم النّار و آخرهم العار.
و قال أبو
زيد النّحوي: سألت الخليل بن أحمد العروضي لم هجر النّاس عليّا و قرباه من رسول
اللّه 6 قرباه و موضعه من المسلمين موضعه و عناؤه في الاسلام
عناؤه، فقال: بهر و اللّه نوره أنوارهم و غلبهم على صفو كلّ منهل، و النّاس إلى
أشكالهم أميل أما سمعت الأوّل حيث يقول:
و كلّ شكل لشكله ألف
أما ترى الفيل يألف الفيلا
قال: و أنشد
الريّاشي في معناه عن العباس بن الأحنف:
و قائل كيف تهاجرتما
فقلت قولا فيه إنصاف
لم يك من شكلي فهاجرته
و النّاس أشكال و آلاف
[1] اولاد العلاء الذين ابوهم واحد امّهاتهم مختلفة، نهاية.