و منها ما رواه الصّدوق أيضا عن سعد بن
طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:
اتى عمر بن
الخطاب بجارية فشهد عليها شهود أنّها بغت، و كان من قصّتها أنّها كانت يتيمة عند
رجل و كان للرّجل امرأة و كان الرّجل كثيرا ما يغيب عن أهله، فشبّت اليتيمة و كانت
جميلة فتخوّفت المرأة أن يتزوّجها زوجها إذا رجع إلى منزله، فدعت بنسوة من جيرانها
فأمسكتها، ثمّ افتضّتها باصبعها، فلما قدم زوجها سأل امرأته عن اليتيمة فرمتها
بالفاحشة و أقامت البيّنة من جيرانها على ذلك، قال: فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف
يقضي في ذلك، فقال: للرّجل اذهب بها إلى عليّ بن أبي طالب 7، فأتوا
عليّا و قصّوا عليه قصّتها «القصة خ» فقال لامرأة الرّجل ألك بيّنة؟ قالت: نعم،
هؤلاء جيراني يشهدون عليها بما أقول، فأخرج عليّ 7 السّيف من غمده و
طرحه بين يديه، ثمّ أمر 7 بكلّ واحدة من الشّهود فأدخلت بيتا، ثمّ دعا
بامرأة الرّجل فأدارها لكلّ وجه فأبت أن تزول عن قولها، فردّها إلى البيت الذي
كانت فيه.
ثمّ دعا
باحدى الشّهود و جثا على ركبتيه، فقال لها: أ تعرفيني أنا عليّ ابن أبي طالب و هذا
سيفي و قد قالت امرأة الرّجل ما قالت، و رجعت[1]
إلى الحقّ و أعطيتها الأمان فاصدقيني و الّا ملأت سيفي منك، فالتفتت المرأة إلى
عليّ فقالت: يا أمير المؤمنين الأمان على الصّدق، قال لها عليّ فاصدقي فقالت: لا و
اللّه ما زنت اليتيمة و لكن امرأة الرّجل لما رأت حسنها و جمالها و هيئتها خافت
فساد زوجها بها فسقتها المسكرود عتنا فأمسكناها فافتضّتها باصبعها، فقال عليّ 7:
اللّه اكبر
اللّه اكبر أنا أوّل من فرّق بين الشّهود إلّا دانيال ثمّ حدّ المرأة حدّ القاذف و
ألزمها و من ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمائة درهم، و فرّق بين
المرأة و زوجها و زوّجته اليتيمة، و ساق عنه المهر إليها من ماله.
فقال عمر بن
الخطاب: فحدّثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال النّبيّ 7 فقال: إنّ
[1] قوله و رجعت الى الحق قيل يدل على انه يجوز الكذب لهذه
المصالح و قيل اراد بالحق البيت الذي يستحقها المرأة أن يدخلها و قد اعطيتها
الامان اى في الذهاب الى محلها السابق، منه.