قيل: كانت العرب لم تعرف طيّبات الأطعمة
إنّما كان طعامهم اللحم يطبخ بالماء و الملح حتّى أدرك معاوية فاتّخذ ألوان
الأطعمة قال أبو بردة: كانوا يقولون: من أكل الخبز سمن، فلمّا فتحنا خيبرا جهضناهم
عن خبزهم فقعدت عليه آكل و أنظر في اعطافي هل سمنت.
و قال خالد
بن عمير العددي: شهدت فتح الاملة فاصبنا سفينة مملوّة جوزا فقال رجل، ما هذه
الحجارة؟ ثمّ كسر واحدة فقال: طعام طيّب و قال بعضهم: أصابوا جربا من الكافور
فخالوها الملح فذاقوه فقالوا لا ملوحة لهذا الملح ففطن ناس من أهل الخبرة فجعلوا
يعطونهم جرابا من ملح و يأخذون جرابا من الكافور و قدم إلى أعرابيّ خبز عليه لحم
فأكل اللحم و ترك الخبز و قال: خذ الطبق و كان بنو أسد يأكلون الكلاب و لذلك قال
الفرزدق:
إذا اسديّ جاع يوما ببلدة
و كان سمينا كلبه فهو آكله
و قال بعضهم
نزلت برجل فأضافني فأتى بحيّة مشوية شوّاها فأطعمنيها ثمّ أتى بماء منتن فسقانيه
فلمّا أردت الارتحال قال: ألا قمت لطعام طيّب و ماء نمير؟
و كان أحدهم
يتناول الشّعر المحلوق فيجعله في جفنة من الدّقيق ثمّ يأكله مع ما فيه من القمل
قال شاعرهم:
بني أسد جاءت بكم قملية
بها باطن من داء سوء و ظاهره
و من طعامهم
الفظ و هو ماء الكرش و قيل لأعرابي: ما تأكلون؟ فقال: نأكل ما دبّ و درج إلا أمّ
جبين فقال:
لتهنّ ام
جبين العافية و قال أبو نواس:
و لا تأخذ عن الاعراب طعما
و لا عيشا فعيشهم جديب
و كان روبة
يأكل الفار فقيل: لم لا تستقذره؟ فقال: هو و اللّه لا يأكل إلّا فاخرات متاعنا.
و بنو تميم
يعيّرون بأكل الضب قال أبو نواس في هجوهم.