responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 364

و اتّخذتم للّه الأنداد و الشّركاء (و في شرّ دار) أراد بها تهامة أو نجد أو البوادي التي كانوا يسكنونها، ثمّ فتح اللّه عليهم البلاد.

و وصفها بالشّرّ من حيث فساد أمر معاشهم فيها كما فسّره بقوله: (منيخون) أي مقيمون‌ (بين حجارة خشن) صلب لا نداوة فيها و لا نبات‌ (و حيّات صمّ) لأنّ أرض العرب على غلظتها و خشونتها ذات حيّات كثيرة، و على التّركيب الوصفي فالمراد بها الحيّات التي لا تقبل العوذة و لا تنزجر بالصّوت لشدّة قوّتها.

قال البحراني: و وصفها بالصمّ لأنّ حيّات تلك الأرض على غاية من القوّة و حدّة السّموم لاستيلاء الحرارة و اليبس عليها.

مجاز و قال الشّارح المعتزلي: و يجوز أن يعنى به [و حيّات صمّ‌] المجاز و هو الأحسن يقال للاعداء حيّات، و الحيّة الصّماء أدهى من التي ليست بصمّاء لأنّها لا تنزجر بالصّوت و يقال للعدوّ أيضا إنّه لحجر خشن المسّ إذا كان ألدّ الخصام‌ (تشربون الكدر) لأنّ غالب مياه العرب هو الغدران و الآبار أمّا الغدران فأصلها ماء المطر ينزل على الأودية السّبخة و القفار الملحة فيسيل حتّى يقع في تلك الغدران فيكون مرّا ملحا اجاجا ثمّ يتكدّر و يتعفّن من طول الزّمان و وقوع الشّمس عليها و تأثّره بها و أمّا الآبار فمضافا إلى وقوع ماء المطر الموصوف فيها ربّما تنزل العشاير حولها و ينيخون أباعرهم هنالك فيثور الرّياح البار «أبوال ظ» الأباعر و أرواثها و ساير كثافات القوم بعد ارتحالهم من ذلك المكان حتّى تقع على تلك الآبار فيكون مياهها كثيفا كدرا.

و ربما امسكنا عن شرب الماء و صبرنا على العطش يوما أو يومين في مسافرتنا إلى مكّة زادها اللّه شرفا لما شاهدناه من كثافة تلك المياه بما يتنفّر عنه الطبع مع كون سفرنا في أيّام الشّتاء و ربّما كنّا نشرب عوض الماء السّكنجبين و ساير الأشربة التي كانت معنا (و تأكلون الجشب) فانّك تجد عامّتهم يأكل ما ذبّ من حيوان، و بعضهم يخلط الشّعير بنوى التّمر و يطحنها و يتّخذ منها خبزا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست