و (جشب) الطعام فهو جشب و جشب أى غليظ أو
بلا ادم و (المعصوبة) المشدودة
الاعراب
و أنتم معشر
العرب اه جملة حالية، منيخون خبر بعد خبر، و حيّات صمّ ان كان الصّم جمع صمّاه
فالحيّات مضافة إليها و إن كان جمع أصمّ فهي صفة لها، و جملة تشربون و تاليها
حالية أيضا.
المعنى
اعلم أنّ هذا
الفصل من الخطبة وارد في بيان حال العرب في أيّام الجاهليّة و ما كانوا عليه يومئذ
من الضّنك و الضّيق، و من سوء الحال في أمر المعاش و المعاد و تذكرة بما منّ اللّه
سبحانه به عليهم من بعث الرّسول فيهم و تبديله سبحانه بوجوده الشّريف سوء حالهم
بحسن الحال في الدنيا و الآخرة حيث جعلوا ذا رفاهيّة و سعة و نعمة، و فتحوا البلاد
و غنموا الأموال و كسروا الجيوش و فاقوا الملوك و كان لهم الذكر الباقي و الشّرف
الثّابت و اهتدوا إلى دين الاسلام الذي هو طريق دار السلام فاكتسبوا السّعادة
الباقية و فازوا المقامات العالية.
إذا عرفت ذلك
فلنعد إلى شرح كلامه 7 فأقول: قوله: (انّ اللّه بعث
محمّدا 6 نذيرا للعالمين) خصّ النّذارة
بالذّكر و اختارها على البشارة إذا لمقصود في هذا المقام التّوبيخ للعرب و ترقيق
قلوبهم المشتملة على الغلظة و الفظاظة، و لا ريب أنّ الانذار أقوى في التّرقيق و
الرّدع، و ذلك لأنّ عامّة الخلق إلّا قليلا منهم أنظارهم مقصورة على زخارف الدّنيا
و شهواتها غافلون عن نعم الآخرة و لذّاتها، فلا يرغبون عن النّعم الحاضرة بما
يبشّرون بها من النّعم الغايبة، و لا يقابلون اللّذايذ الموجودة بلذايذ الموعودة،
لكون هذه عندهم نقدا و تلك نسيئة و كان السّبب الأقوى في الرّدع و الالتفاف إلى
اللّه إنّما هو الانذار و التّخويف فاختار كونه نذيرا على كونه بشيرا (و) اردفه
بكونه (أمينا على التّنزيل) غير خائن و لا مقصّر في تبليغ آياته و لا
مبدّل لكلماته (و أنتم معشر العرب على شرّ دين) حيث عبدتم الأصنام و
الأوثان