نهج و اللّه ما تاب[1]
من قتلوه قبل موته، و لا تنصّل[2] من خطيئة و ما اعتذر إليهم
فعذروه، و لا دعى فنصروه و أيم اللّه «لا قرطنّ لهم حوضا أنا ما نحته»[3]
لا يصدرون عنه برىّ و لا يعبّون[4] حسوة[5]
ابدا و أنها لطيبة نفسي بحجّة اللّه عليهم و علمه فيهم و انّي راعيهم فمعذر إليهم
فان تابوا و أقبلوا و أجابوا و أنابوا فالتّوبة مبذولة، و الحقّ مقبول و ليس على
كفيل، و إن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف و كفى به شافيا من باطل و ناصرا لمؤمن، و مع
كلّ صحيفة شاهدها و كاتبها، و اللّه إنّ الزّبير و طلحة و عايشة ليعلمون أنّي على
الحقّ و هم مبطلون هذا.
و في شرح
المعتزلي عن أبي مخنف قال: حدّثنا مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس قال: لمّا رجعت رسل
عليّ من عند طلحة و الزّبير و عايشة يؤذنونه بالحرب قام فحمد اللّه و أثنى عليه و
صلّى على رسوله ثمّ قال:
أيّها النّاس
إنّي قد راقبت هؤلاء القوم كى يرعوا و يرجعوا، و وبّختهم بنكثهم و عرّفتهم بغيّهم
فلم يستحيوا، و قد بعثوا إلىّ أن ابرز للطعان فاصبر للجلاد، و إنّما تمنيك نفسك
أماني الباطل و تعدك الغرور ألا هبلتهم الهبول لقد كنت و ما أهدّد بالحرب، و لا
ارهّب بالضّرب و لقد أنصف القادة من راماها، فليرعدوا و ليبرقوا، فقد رأونى قديما
و عرفوا نكايتي فكيف رأوني أنا أبو الحسن الذي فللت حدّ المشركين و فرقت جماعتهم،
و بذلك القلب ألقى عدوّي اليوم، و إنّي لعلى ما وعدني ربّي من النّصر و التّأييد،
و على يقين من أمرى و في غير شبهة من ديني.
أيّها النّاس
إنّ الموت لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب ليس عن الموت محيد