و لا محيص من لم يقتل مات، و إنّ أفضل
الموت القتل، و الذي نفس علىّ بيده لألف ضربة بالسّيف أهون من موتة واحدة على
الفراش اللّهمّ إنّ طلحة نكثت بيعتي و ألب علىّ عثمان حتى قتله ثمّ عضهني به و
رماني اللّهمّ فلا تمهله، اللّهمّ إنّ الزبير قطع رحمى و نكث بيعتي و ظاهر على
عدوّى فاكفنيه الموت بما شئت.
و عن أبي
الحسن عليّ بن محمّد المدايني عن عبد اللّه بن جنادة قال: قدمت من الحجاز اريد
العراق في أوّل أمارة عليّ، فمررت بمكّة فاعتمرت ثمّ قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول
اللّه إذا نودي الصّلاة جامعة فاجتمع النّاس و خرج عليّ متقلدا سيفه فشخصت الأبصار
نحوه فحمد اللّه و صلى على رسوله ثم قال:
أمّا بعد
فانّه لمّا قبض اللّه نبيّه 6 قلنا نحن أهله و ورثته و
عترته و أولياؤه دون النّاس، لا ينازعنا سلطانه أحد و لا يطمع في حقّنا طامع إذ
انتزى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيّنا و سرنا سوقة يطمع فينا الضّعيف، و يتعزّز
علينا الذليل فبكت العين منّا لذلك، و خشنت الصّدور و جزعت النّفوس و أيم اللّه لو
لا مخافة الفرقة بين المسلمين، و أن يعود الكفر و يبور الدّين، لكنّا على ما غير
«غير ما ظ» كنّا لهم عليه فولى الامر ولاة لم يألوا النّاس خيرا ثمّ استخرجتموني
أيّها النّاس من بيتي فبايعتموني على شأن منّي لأمركم و فراسة تصدقني ما في قلوب
كثير منكم و بايعني هذان الرّجلان في أوّل من بايع يعلمون ذلك، و قد نكثا و غدرا و
نهضا إلى البصرة بعايشة ليفرّقا جماعتكم، و يلقيا بأسكم بينكم.
اللّهمّ
فخذهما بما عملا أخذة واحدة رابية، و لا تنعش لهما صرعة و لا تقلهما عثرة، و لا
تمهلهما فواقا، فانّهما يطلبان حقّا تركاه و دما سفكاه اللهمّ إنّي أقتضيك وعدك
فإنّك قلت و قولك الحقّ لمن بغي عليه لينصرنّه اللّه اللّهمّ فأنجز لي موعدي و لا
تكلني إلى نفسي انّك على كلّ شيء قدير أقول: و هذه الرّواية كما ترى صريحة في
اغتصاب الخلافة و أنها انتزعت منه 7 ظلما و جورا من دون أن يكون له
7 رضا فيه كما أنّها صريحة[1]
في أنّ تولي ولاة السّوء لها لم يكن قصدا للخير منهم، و إنّما كان حبّا للرّياسة و
اتّباعا للهوى
[1] يدل على ذلك قوله: فولى الامر ولاة لم يألوا الناس خيرا،
منه.