مقام الجدال و معركة الجهاد و القتال،
لأنّ ثقته باللّه سبحانه على كلّ حال
تكملة
قد أشرنا
سابقا إلى أنّ هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة مروية في شرح البحراني، و قدّمنا
لك أيضا في شرح كلامه العاشر أنّ هذا الكلام أيضا من فصول هذه الخطبة فينبغي أن
نورد الخطبة بتمامها حتّى يتّضح لك الحال، ثمّ نشير إلى بعض ما وردت فيها فقرات من
هذه الخطبة على غير انساق و انتظام بتوفيق اللّه المتعال.
فأقول: تمام
الخطبة على ما رواها الشّارح البحراني أنّه 7 حين بلغه أنّ طلحة و
الزّبير خلعا بيعته قال بعد حمد اللّه و الثّناء عليه و الصّلاة على رسوله:
أيّها النّاس
إنّ اللّه افترض الجهاد فعظّمه و جعله نصرته و ناصره، و اللّه ما صلحت دنيا و لا
دين إلّا به، و قد جمع الشّيطان حزبه، و استجلب خيله، و من أطاعه ليعود له دينه و
سنّته و خدعه، و قد رأيت امورا قد تمخضّت[1]
و اللّه ما أنكروا علىّ منكرا و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا، و أنّهم ليطلبون حقّا
تركوه، و دما سفكوه، فان كنت شريكهم فيه فانّ لهم لنصيبهم منه، و إن كانوا ولوه
دوني فما الطلبة إلّا قتلهم و إنّ أوّل عدلهم لعلى أنفسهم و لا اعتذر ممّا فعلته و
لا تبرّء مما صنعت و إنّ معى لبصيرتي ما لبست و لا لبس علىّ، و إنّها للفئة
الباغيه فيها الحمّ[2] و الحمّة
طالت جلبتها و انكفت[3] جونتها[4]، ليعودنّ الباطل في نصابه.
يا خيبة
الدّاعي من دعى لو قيل[5] ما انكر
في ذلك و ما امامه و فيمن سنّته و اللّه إذا لزاح الباطل من نصابه و انقطع لسانه،
و ما أظنّ الطريق له فيه واضح حيث
[2] الحم بتشديد الميم و فتح الحاء بقية الالية التي اذيبت و اخذ
دهنها و الحمة السواد و هما استعارتان لارذال الناس و عوامهم لمشابهتهم حم الالية
و ما اسود منها من قلة المنفعة و الخير، ابن ميثم
[5] يعنى لو سأل سائل مجادلا لهؤاء الدعاة الى الباطل عما انكروه
من امرى و عن امامهم- الذى به يقتدون و فيمن سنتهم التي اليها يرجعون يشهد لسان
حالهم بأنى انا امامهم و فى سنتهم فانزاح باطلهم الذى اتوا به و انقطع لسانه، ابن
ميثم.