نسي اسمه و كيف كان فقد قاله (و هو على منبر الكوفة يخطب)
خطبة يذكر فيها أمر الحكمين و ذلك بعد ما انقضى أمر الخوارج
(فمضى في بعض كلامه شيء) و هو أنّه قام إليه رجل من
أصحابه و قال له: نهيتنا عن الحكومة ثمّ أمرتنا بها فما ندري أىّ الأمرين أرشد؟
فصفق 7 باحدى يديه على الاخرى و قال: هذا جزاء من ترك العقدة أى جزاى
حيث وافقتكم على ما الزمتموني به من أمر التحكيم و ترك الحزم فلمّا قال ذلك (اعترضه الأشعث) لشبهة وجدها في نفسه من
تركه 7 وجه المصلحة و اتباع الآراء الباطلة و أراد إفحامه (فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك) و
جهل أو تجاهل أنّ وجه المصلحة قد يترك محافظة على أمر أعظم منه و مصلحته أهمّ
فانّه 7 لم يترك العقدة إلّا خوفا من أصحابه أن يقتلوه كما ستطلع عليه
في قصّتهم هذا و قال الشّارح المعتزلي: إنّ الشيء الذي اعترضه الأشعث في كلامه هو
أنّه كان مقصوده بقوله: هذا جزاء من ترك العقدة هذا جزاؤكم إذ تركتم الرّأى و
الحزم و أصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم، فظنّ الاشعث أنّه أراد هذا جزاى حيث
تركت الرّأى و الحزم و حكمت لأنّ هذه اللفظة محتملة ألا ترى أنّ الرّئيس إذا شغب
عليه جنده و طلبوا منه اعتماد أمر ليس بصواب فوافقهم تسكينا لشغبهم لا استصلاحا
لرأيهم ثمّ ندموا بعد ذلك، قد يقول هذا[1]
جزاء من ترك الرأى و خالف وجه الحزم، و يعني بذلك أصحابه و قد يقوله يعني به نفسه
حيث وافقهم أمير المؤمنين 7 إنّما عنى ما ذكرناه دون ما خطر للأشعث.
(ف) لمّا قال له
هذه عليك لا لك (خفض 7 إليه بصره) و طأطأه (ثمّ قال
له:
و ما يدريك
ما علىّ ممّا لي) إشارة إلى جهله و عدم جواز الاعتراض من مثله عليه سلام اللّه عليه،
ثمّ اتبعه بالطرد و الابعاد عن رحمة اللّه سبحانه و قال (عليك لعنة اللّه
و لعنة اللّاعنين) و استحقاقه بذلك من حيث كونه من المنافقين في خلافته 7 و
هو في أصحابه كعبد اللّه بن أبي سلول في أصحاب رسول اللّه 6 كلّ واحد منهما رأس النّفاق في زمانه كما يدلّ عليه اعتراضه عليه 7 و يشهد به شهادته 7 بأنّه منافق