كثيرة و كان هو قد غرّ قومه بالباطل و
غدر بهم، صدق عليه بوجه الاستعارة لفظ عرف النار لستره عليهم لما ورائه من نار
الحرب أو نار الآخرة إذ حملهم على الباطل.
أقول: روى في
المجلّد التّاسع من البحار في الباب المأة و الثلاثة عشر المتضمّن للأخبار
الغيبيّة لأمير المؤمنين 7 عن الحسن بن عليّ 8 في خبر أنّ
الأشعث ابن قيس الكندي بنى في داره ميذنة و كان يرقى إليها إذا سمع الأذان في
أوقات الصّلاة في مسجد جامع الكوفة فيصيح من أعلى ميذنته: يا رجل إنّك لكذّاب
ساحر، و كان أبي يسميّه عنق النّار و في رواية عرف النّار، فسئل عن ذلك فقال إنّ
الاشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من النّار ممدودة من السّماء فتحرقه فلا
يدفن إلّا و هو فحمة سوداء، فلمّا توفّى نظر ساير من حضر إلى النّار و قد دخلت
عليه كالعنق الممدود حتّى أحرقته و هو يصيح و يدعو بالويل و الثبور.
و الميذنة
بالكسر موضع الأذان و المنارة، و قد ظهر من هذه الرّواية سبب تسميته بعرف النّار،
و أنّه ليس سببها ما توهّمه البحراني ره
الاعراب
كلمة ما
مرفوع المحلّ على الابتداء، و يدريك خبره، و ماء الثّانية في موضع رفع على
الابتداء، و يدريك معلّق لتضمّنه معنى الاستفهام و على خبره و الجملة متعلّقة
بيدريك في موضع المفعول الثّاني على حدّ قوله سبحانه: و ما أدريك ما الحاقّة قال
الثّوري: يقال: للمعلوم ما أدريك و لما ليس بمعلوم ما يدريك في جميع القرآن و حائك
مرفوع على أنّه خبر لمبتدأ محذوف، أى أنت حائك، أو على النّداء بحذف حرف النّداء،
أو منصوب بتقدير الفعل المحذوف أى أذمّ حائك بن حائك على حدّ قوله:
و امرأته
حمّالة الحطب فتأمّل.
المعنى
اعلم أنّ هذا
الكلام (قاله 7 للأشعث بن قيس) الأشجّ لأنّه شجّ في
بعض حروبه و هو من بني كندة و اسمه معدي كرب و كان أشعث الرأس أبدا فغلب الأشعث
عليه حتّى