روى في الكافي عن محمّد بن يحيى عن بعض
أصحابه و عليّ بن إبراهيم عن هارون ابن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه
7 و عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه عن أمير المؤمنين 7 أنّه قال:
من أبغض الخلق
إلى اللّه تعالى لرجلين: رجل و كله اللّه تعالى إلى نفسه فهو جائر عن قصد السّبيل
مشعوف بكلام بدعة قد لهج[1] بالصّوم و
الصّلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في
حياته و بعد موته حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته.
و رجل قمش جهلا
في جهّال النّاس عان بأغباش الفتنة قد سمّاه أشباه الناس عالما و لم يغن[2] فيه يوما سالما، بكّر فاستكثر ما
قلّمنه خير ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل جلس بين النّاس
قاضيا ضامنا لتلخيص (لتخليص خ) ما التبس على غيره، و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن
أن ينقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله، و إن نزلت به احدى المبهمات
المعضلات هيّألها حشوا من رأيه ثمّ قطع.[3]
فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في
شيء ممّا أنكر و لا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشيء لم يكذب
نظره، و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له:
لا يعلم، ثمّ
جسر فقضى فهو مفاتيح[4] (مفتاح خ
ل) عشوات ركّاب شبهات خبّاط جهالات لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم، و لا يعضّ في
العلم بضرس قاطع فيغنم يذري
[1] اللهج بالشيء محركة الولوع فيه و الحرص عليه اى هو حريص على
الصوم و الصلاة و بذلك يفتتن به الناس، مرآت العقول.