حتّى صار منكرا بينهم يستقبحون فعله و
المنكر لما وافق دواعيهم و لائم طباعهم لزموه حتّى صار معروفا بينهم يستحسنون
إتيانه هذا.
و ينبغي
الاشارة إلى الفرق بين الرّجلين الموصوفين فأقول:
قال الشّارح
المعتزلي: فان قيل: بيّنوا الفرق بين الرّجلين اللّذين أحدهما وكله اللّه إلى نفسه
و الآخر رجل قمش جهلا؟ قيل: أمّا الرّجل الأوّل فهو الضّال في اصول العقائد
كالمشبّه و المجبّر و نحوهما، ألا تراه كيف قال: مشغوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة، و
هذا يشعر بما قلناه من أنّ مراده به المتكلّم في أصول الدّين و هو ضالّ عن الحقّ،
و لهذا قال: إنّه فتنة لمن افتتن به ضالّ عن هدى من قبله مضلّ لمن يجيء بعده، و
أمّا الرّجل الثّاني فهو المتفقّه في فروع الشّرعيّات و ليس بأهل لذلك كفقهاء
السّوء ألا تراه كيف يقول: جالس بين النّاس قاضيا، و قال أيضا:
تصرخ من جور
قضائه الدّماء و تعجّ منه المواريث.
و قال
المحدّث المجلسيّ قده في كتاب مرآة العقول بعد حكاية كلام الشّارح على ما حكيناه:
أقول: و يمكن الفرق بأن يكون المراد بالأوّل من نصب نفسه لمناصب الافادة و
الارشاد، و بالثّاني من تعرّض للقضاء و الحكم بين النّاس و لعلّه أظهر.
و يحتمل أيضا
أن يكون المراد بالأوّل العبّاد المبتدعين في العمل و العبادة كالمتصوّفة و
المرتاضين بالرّياضات الغير المشروعة، و بالثّاني علماء المخالفين و من يحذو حذوهم
حيث يفتون النّاس بالقياسات الفاسدة و الآراء الواهية و في الارشاد و أنّ أبغض
الخلق عند اللّه عزّ و جلّ رجل و كله اللّه إلى نفسه إلى قوله: رهن بخطيئته و قد
قمش جهلا، فالكلّ صفة لصنف واحد.
تكملة
استبصارية
اعلم انّك قد
عرفت الاشارة إلى أنّ هذا الكلام له 7 ممّا رواه ثقة الاسلام الكلينيّ
في الكافي و صاحب الاحتجاج عطر اللّه مضجعهما فأحببت أن أذكر ما في الكتابين
اعتضادا لما أورده الرّضيّ (ره) في الكتاب و معرفة لك بمواقع الاختلاف بين
الرّوايات فأقول: