المعلوم و كلاهما صحيحان محتملان، و فاعل
خلعت ضمير مستتر راجع إلى الخيل و لجمها منصوب على المفعوليّة، أو خلعت بصيغة
المجهول، و لجمها نايب عن الفاعل و حقّ و باطل خبران لمبتدأ محذوف بقرينة المقام
أى الامور كلها إمّا حقّ أو باطل أو أنّ التّقوى حقّ و الخطاء باطل على ما سبق
التّصريح اليهما.
مجاز و قوله
لقديما فعل فاعل الفعل عايد إلى الباطل و المفعول محذوف أى قديما فعل الباطل ذلك و
إسناده إليه مجاز و المراد به أهله أو أنّ فعل بمعنى افعل كما في قوله قد جبر
الدّين الا له فجبر أى فانجبر، و قوله: فلربّما و لعلّ كلمة ما كافّة مهيئة لدخول
ربّ على الفعل المحذوف بعدها بقرينة المقام، و لعلّ للترجّي و المعمول محذوف و تقدير
الكلام و لئن قلّ الحقّ فلربّما يكون غالبا و لعلّه ينتصر أهله.
المعنى
اعلم أنّه
7 صدّر كلامه بما يكون مرغّبا لهم في الاستماع بما يقوله بقوله:
(ذمّتي بما
أقول) ه (رهينة) أى وثيقة (و أنا به) أى بكونه صدقا
مطابقا للواقع (زعيم) و كفيل ثمّ أشار 7 إلى وجوب الاعتبار بالعبر
النّافعة من حيث كونها وسيلة إلى التقوى الحاجز عن الاقتحام في الشّبهة و قال (إنّ من
صرّحت له العبر) أى كشفت (عمّا بين يديه من المثلات) و العقوبات الواقعة
على الامم السّابقة و الجارية في القرون الخالية يكون انكشاف تلك العبر و اعتباره
بها مؤدّيا إلى الخشية من اللّه سبحانه و (حجزه التّقوى عن التقحّم في
الشّبهات) و الاقتحام في الهلكات من غير رويّة.
و المراد
بالشّبهات الامور الباطلة الشّبيهة بالحقّ و حاجزيّة التقوى منها من حيث إنّه لمّا
كان عبارة عن اتيان الأوامر و ترك النّواهي كما قال الصّادق 7 في
تفسيره بعد ما سئل عنه: أن لا يفقدك اللّه حيث أمرك و لا يراك حيث نهاك، لا بدّ و
أن يكون المتّصف به مجتنبا من الشّبهات كيلا يقع في المناهي و المحرّمات، فانّ
الأخذ بها و التّقحّم فيها مظنّة الوقوع في الحرام من حيث لا يعلم و قد وقع
الاشارة إلى ذلك في عدّة روايات