قال الرّضيّ ره أقول: إنّ في هذا
الكلام أدنى من مواقع الاحسان[1] ما تبلغه مواضع الاستحسان،
و إنّ حظّ العجب منه أكثر من حظّ العجب به، و فيه مع الحال الّتي وصفنا زوائد من
الفصاحة لا يقوم بها لسان، و لا يطلع فجّها إنسان، و لا يعرف ما أقول إلّا من ضرب
في هذه الصّناعة بحقّ، و جرى فيها على عرق، و ما يعقلها إلّا العالمون
اللغة
(الرهينة)
الوثيقة و (الزّعيم) الكفيل و (صرحت) كشفت و (العبر) جمع العبرة و (المثلات)
العقوبات و (الحجز) الحجب و المنع و (تقحّم) فلان ألقى نفسه في المهلكة، و تقحّم
الانسان في الأمر دخل فيه من غير رويّة و (تبلبلت) الألسن اى اختلطت، و في
النّهاية البلابل الهموم و الأحزان و بلبلة الصّدر وسوسته و منه حديث عليّ 7 لتبلبلنّ بلبلة و (تغربلنّ) من غربل الدّقيق أى نخله أو من غربلت اللحم أى
قطعته و (ساط) القدر يسوطه سوطا قلب ما فيها من الطعام بالمحراك و أداره حتّى
اختلط أجزائه و (السباق) كشدّاد و (الوشمة) بالشين المعجمة الكلمة و بالمهمله
الأثر و العلامة و (شمس) الفرس شموسا و شماسا منع ظهره من الرّكوب فهو شموس و
الجمع شمس كرسل و (اللجم) بضمّتين جمع لجام و (ذلل) جمع ذلول كرسل و رسول و هو
المنقاد قال سبحانه:
فَاسْلُكِي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا و (امر) الباطل بالكسر إذا كثر و تمّ
الاعراب
من المثلات
بيان لما، و جملة حجزه اه مرفوعة المحلّ على كونها خبر انّ، و تبلبلنّ و تعزبلنّ و
تساطنّ كلّها بالبناء على المفعول، و كتمت بالبناء على المفعول أو على
[1] الاحسان فى كلام السيد ره مصدر احسن اذا فعل حسنا و مواقع
الاحسان الكلمات الحسنة و مواضع الاستحسان الفكر المستحسنة قوله و ان حظ الى قوله
به اى ان تعجب الفصحاء من حسنه أكثر من عجبهم بانفسهم باستخراج محاسنه لان فيه
محاسن لا يمكنهم التعبير عنها و ان تعجبوا منها من حواشى نهج البلاغة.