و استقمتم لكانت لكم شجرة طوبى مقيلا
ظلّا ظليلا[1] غير أنّ حكم اللّه فيكم ماض و
قضاؤه نافذ لا معقّب لحكمه و هو سريع الحساب يقول اللّه:
وَ إِنْ
مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ
مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً و اقسم لكم
يا أهل البصرة ما الذي ابتدأتكم به من التّوبيخ إلّا تذكيرا و موعظة لما بعد لكيلا
تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي و ثبتم و قد قال اللّه لنبيّه 6 وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ و لا الذي
ذكرت فيكم من المدح و التطرية[2] بعد
التّذكير و الموعظة رهبة منّي لكم و لا رغبة في شيء ممّا قبلكم فانّي لا اريد
المقام بين أظهركم إنشاء اللّه لامور تحضرني قد يلزمني المقام بها فيما بيني و بين
اللّه لا عذر لي في تركها و لا علم لكم بشيء منها حتّى يقع ممّا اريد أن أخوضها[3] مقبلا و مدبرا.
فمن أراد أن
يأخذ بنصيبه منها فليفعل، فلعمري إنّه للجهاد الصّافي صفاه[4]
لنا كتاب اللّه و لا الذي أردت به من ذكر بلادكم موجدة[5]
منّى عليكم لما شاققتموني
[1] الظل الظليل القوى الكامل و من عادة العرب وصف الشيء بمثل
لفظة للمبالغة و قيل اى الظل الدائم الذى لا تنسخه الشمس كما في الدنيا بحار.
[2] التطرية المبالغة فى المدح و الغالب فيه الاطراء بحار.
[3] الخوض فى تلك الامور مقبلا و مدبرا مبالغة فى نفى الاستنكاف
عنها و توطين النفس عن القيام بها بحار.