غير أنّ رسول اللّه 6 قال لي يوما و ليس معه غيري: إنّ جبرئيل الرّوح الأمين حملني على منكبه
الأيمن حتى أراني الأرض و من عليها و أعطاني أقاليدها[1]
و لم يكبر ذلك علىّ كما لم يكبر على أبى آدم علمه الاسماء و لم يعلمه الملائكة
المقرّبون.
و إنّي رأيت
بقعة على شاطي البحر تسمّى البصرة، فاذا هى أبعد الأرض من السّماء و أقربها من
الماء و أنّها لأسرع الأرض خرابا و أخشنها (اخشبها خ) ترابا و أشدّها عذابا، و لقد
خسف بها في القرون الخالية مرارا و ليأتين[2]
عليها زمان و إنّ لكم يا أهل البصرة و ما حولكم من القرى من الماء ليوما عظيما
بلاؤه و إني لأعرف موضع منفجره من قريتكم هذه، ثمّ امور قبل ذلك تدهمكم[3] اخفيت عليكم و علمناه فمن خرج عند
دنوّ غرقها فبرحمة من اللّه سبقت له، و من بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه و ما
اللّه بظلّام للعبيد.
فقام إليه
رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة و من أهل الفرقة و من أهل
البدعة و من أهل السنّة؟
فقال 7: إذا سألتني فافهم عنّي و لا عليك أن لا تسأل أحدا بعدي، أمّا أهل الجماعة
فأنا و من اتّبعني و إن قلّوا، فذلك الحقّ عن أمر اللّه و أمر رسوله، و أمّا أهل
الفرقة فالمخالفون لي و لمن اتّبعني و إن كثروا، و أمّا أهل السّنة فالمستمسكون
بما سنّه اللّه و رسوله و إن قلّوا؛ و أمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر اللّه و
لكتابه و لرسوله العالمون «العاملون ظ» برأيهم و هوائهم و إن كثروا قد مضى منهم
الفوج[4] الأوّل و
بقيت أفواج و على اللّه قصمها[5] و
استيصالها عن جدد الأرض[6] و باللّه
التّوفيق