العلماء منها الخريبة و منها تدمر[1]
و منها المؤتفكة، يا منذر و الذي فلق الحبّة و برء النسمة لو أشاء لأخبرتكم بخراب
العرصات عرصة عرصة متى تخرب و متى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة و انّ عندي من
ذلك علما جمّا[2] و ان تسألوني تجدوني به عالما
لا اخطى منه علما[3] و لا دار فناء و لقد استودعت
علم القرون الاولى و ما هو كائن إلى يوم القيامة.
ثمّ قال: يا
أهل البصرة إنّ اللّه لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف و لا كرم إلّا و قد
جعل فيكم أفضل ذلك و زادكم من فضله بمنّه ما ليس لهم أنتم أقوم النّاس قبلة قبلتكم
على المقام حيث يقوم الامام بمكّة، و قارئكم أقرء النّاس، و زاهدكم أزهد النّاس، و
عابدكم أعبد النّاس، و تاجركم انجر النّاس و أصدقهم في تجارته، و متصدّقكم أكرم
النّاس صدقة، و غنيّكم أشدّ النّاس بذلا و تواضعا، و شريفكم أحسن النّاس خلقا، و
أنتم أكرم النّاس جوارا و أقلّهم تكلفا لما لا يعنيه و أحرصهم على الصلاة في
جماعة، ثمرتكم أكثر الثّمار، و أموالكم أكثر الأموال و صغاركم أكيس[4] الاولاد، نساؤكم أقنع النساء و
أحسنهن تبعلا[5] سخر لكم
الماء يغدو[6] عليكم و
يروح، صلاحا لمعاشكم و البحر سببا لكثرة أموالكم فلو صبرتم
[6] غدو الماء و رواحه اليه كناية عن الجزر و المد فى الوقتين
فان نهر البصرة و الانهار المقارنة له يمد في كل يوم و ليلة مرتين و يدور فى اليوم
و الليلة و لا يخص وقتا كطلوع الشمس و غروبها و ارتفاعها و انخفاضها و يكون ذلك
بالمد اليومى و يكون المد عند زيادة نور القمر اسد و يسمى ذلك بالمد الشهرى و اشار
7 بهذه الفقرة الى فايدة المد و الجزر بحار.