ثمّ هملت[1]
عيناه بالبكاء ثمّ قال: ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة لا رهج[2]
له و لا حس[3] فقال له المنذر: يا أمير
المؤمنين و ما الذي يصيبهم من قبل الغرق ممّا ذكرت و ما الويح و ما الويل؟ فقال:
هما بابان فالويح باب رحمة و الويل باب عذاب يابن الجارود نعم تارات[4]
عظيمة.
منها عصبة
يقتل بعضها بعضا، و منها فتنة يكون بها خراب منازل و خراب ديار و انتهاك أموال[5] و قتل رجال و سباء نساء يذبحن و
نجايا ويل امرهن حديث عجيب منها أن يستحل[6]
بها الدّجال الأكبر الأعور[7] الممسوح
العين اليمنى و الاخرى كأنّها ممزوجة بالدّم لكأنّها في الحمرة علقة ناتى[8] الحدقة كهيئة حبّة العنب الطافية[9] على الماء فيتبعه من أهلها عدّة من
قتل بالابلة من الشهداء اناجيلهم في صدورهم يقتل من يقتل و يهرب من يهرب ثمّ رجف[10] ثمّ قذف[11]
ثمّ خسف[12] ثمّ مسخ
ثمّ الجوع الأغبر ثمّ الموت الأحمر و هو الغرق.
يا منذر إنّ
للبصرة ثلاثة أسماء سوى البصرة في الزّبر الأوّل لا يعلمها الّا
[12] الخسف الذهاب فى الارض و خسف المكان ان يغيب فى الارض و هذا
الخسف يحتمل. ان يكون خسف جيش او طائفة بالبصرة أو خسف مدينتهم و بعض مساكنهم و
وصف الجوع بالاغبر لان الجوع غالبا يكون في السنين المجدبة و سنو الجدب تسمى غبر
الاغبرار اطالها من قلة الامطار و ارضيها لعدم النبات و اما لان وجه الجائع يشبه
الوجه المغبر و المراد بالجوغ الاغبر الجوع الكامل الذى يظهر لكل أحد بحار.