محمّدا 6 إلى
أنّه ينطق عن الهوى في ابن عمّه عليّ 7 حتّى كذّبهم اللّه فقال:
وَ ما
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى و قال الشّاعر و
ربّما ينسب إليه 7.
قيل إنّ الاله ذو ولد
و قيل إنّ الرّسول قد كهنا
ما نجا اللّه و الرّسول معا
من لسان الورى فكيف أنا
ثمّ إنّه
7 أشار إلى بطلان ما زعموا في حقّه و تكذيب ما قالوا فيه من جزعه من
الموت على تقدير السّكوت بقوله: (هيهات) أي بعد ما يقولون (بعد
اللّتيّا و التي) أى بعد هذه الدّاهية الكبرى و ملاقات كبار الشّدائد و صغارها (و اللّه
لابن أبي طالب آنس بالموت) و أرغب فيه و أميل إليه (من) ميل (الطفل) و رغبته (بثدى
امّه) و تفضيله 7 انسه بالموت على انس الطفل بالثّدى بملاحظة
أن انس الطفل جبلّي و طبيعي في معرض الفناء و الزّوال و انسه 7 بالموت
و لقاء ربّه عقليّ روحاني متّصف بالبقاء و الثبات فاين أحدهما من الآخر.
ثمّ أشار
7 إلى سرّ سكوته عن طلب حقّه بقوله: (بل اندمجت) أى انطويت (على
مكنون علم لو بحت به) و أظهرته (لاضطربتم اضطراب الأرشية) و الحبال (في الطوى
البعيدة) و البئر العميقة، و اختلفوا في أنّ المراد بالعلم المكنون ما ذا؟
فقيل: إنّه
إشارة إلى الوصيّة التي اختصّ بها و قد كان من جملتها الأمر بترك النّزاع في مبدء
الاختلاف.
و قيل إنّ
المراد به علمه بعواقب الامور المانع من سرعته إلى ما فيه المفسدة و الموجب لتوقفه
على ما اقتضته المصلحة.
و قيل: إنّه
أراد به علمه بأحوال الآخرة و أهوالها، يعني أنّ الّذي يمنعني من المنافسة في هذا
الأمر و القتال عليه اشتغالي بما انطويت عليه من علم الآخرة ممّا لو أظهرته لكم
لاضطربتم اضطراب الحبال في الآبار خوفا من العقاب و شوقا إلى الثّواب و لذهلتم
عمّا أنتم فيه من التنافس فما أمر؟؟ الدّنيا.